العدد 186 من مجلة “البيئة والتنمية”
لدى معظم الدول العربية خطط لامتلاك الطاقة النووية من أجل توليد الكهرباء، وقد أصبح بعضها في طور التنفيذ. فالدول النفطية ترى أن الكهرباء النووية تسمح لها بتصدير كمية أكبر من النفط، والدول غير النفطية تجد فيها مخرجاً من فقرها في الطاقة. موضوع الغلاف في عدد أيلول (سبتمبر) من مجلة “البيئة والتنمية” يتضمن دروساً للدول العربية من كارثة فوكوشيما في اليابان، في مقال خاص في المجلة كتبه تتسوناري إيدا، المدير التنفيذي لمعهد سياسات الطاقة المستدامة في طوكيو، كما يتضمن تحليلاً لنائب رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي في الأردن سابقاً، عن سيرة المفاعل النووي المثير للجدل المزمع انشاؤه في الأردن.
ويضيء العدد على مواضيع بيئية في البلدان العربية، من السياحة في تونس بعد ثورة الياسمين، وتطلعات وزيرة البيئة المصرية في خضم الأحداث، إلى حكاية بلدة عنجر اللبنانية التي حول السكان أراضيها شبه الصحراوية الى جنة خضراء. ويتعرف القارئ إلى مبادرات واختراعات حول العالم، من جهاز متدحرج يكسح الألغام استلهمه شاب أفغاني من لعبة للأطفال، إلى جدوى قيادة السيارات الكهربائية في باراغوي البلد الذي ينتج طاقة كهرمائية أكثر خمس مرات من استهلاكه، و”مقاهي المفترسات” لحماية أسماك القرش وغيرها من الأسماك الكبيرة في كاليفورنيا.
ويتضمن كتاب الطبيعة تقريرين مصورين عن اكتشاف متحجرات للدينوصورات في شمال اليمن، وأسرار الحياة البرية الفريدة في نيوزيلندا. وفي العدد مساحة شهرية لتعليقات بيئية ضمن “أليس في بلاد العجائب”.
وفي افتتاحية العدد بعنوان “الموت الصامت”، يقارن نجيب صعب بين ضحايا كارثة محطة فوكوشيما النووية في اليابان وآلاف البشر الذين قتلوا بالتسمم الكيميائي على أطراف دمشق، فيجد أن القتل النووي والقتل الكيميائي متشابهان في أنهما صامتان وإن اختلفا من حيث السبب. وبالنسبة إلى إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية، يرى أنه “يبقى خياراً لا يمكن تجاوزه عند البحث في تنويع مصادر الطاقة، لكن كارثة فوكوشيما المستمرة تذكر من جديد بضرورة عدم الاستسهال والحيطة”، ناصحاً الدول الساعية للانضمام الى ما اصطلح على تسميته “النهضة النووية” بأن تأخذ من هذه الكارثة التي تتوالى فصولها عبرة عند دراسة حسابات الربح والخسارة.