آفاق بيئية: محمد التفراوتي
أسدل الستار عن أشغال المؤتمر الدولي التاسع حول “الطيور المائية والأراضي الرطبة في البحر الأبيض المتوسط”، المنعقد كلية الطب والصيدلة بأكاديرمن قبل مجموعة البحث مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب ومجموعة من الشركاء، خلال اليومين 27/28 نونبر 2024.
تميز المؤتمر بكلمات افتتاحية تناولت سياق ودواعي وأهمية محور المؤتمر من جوانب مختلفة أجمعت على وجوب المحافظة على الطيور المائية والأراضي الرطبة في مختلف المناطق بالمتوسط.
افتتح المؤتمر الدكتور لحسن شيلاس بكلمة ترحيبية مشيرا إلى أن المؤتمر يهدف إلى أن يكون منصة تجمع للباحثين والمدبرين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، لمناقشة القضايا المتعلقة بالحفاظ على الأراضي الرطبة وإدارتها المستدامة وتنوعها البيولوجي الغني. وقال الدكتور سيلاش أن المشاركين بالملتقى يشهد لهم بالتزامهم بالقضية التنوع البيولوجي، والموارد الطبيعية، وخاصة الموارد المائية، نظرا لأهميتها على المستوى البيئي ولمستقبل المغرب.
وتناول السيد عز الدين المداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في كلمته جانب البحث العلمي وأهميته في مكافحة الاكراهات البيئية الملحة، من قبيل التحديات المرتبطة بالتنوع البيولوجي والمنظومة البيئية، ذلك ان موضوع الطيور المائية والأراضي الرطبة، تعكس إكراهات تستوجب تدخل المساعي العلمية لتقديم حلول مستدامة. واعتبر الوزير الجامعة فضاء للإبداع والابتكار، تلتزم بتقديم الأبحاث التي تواكب التطلعات وتجيب على مختلف التحديات الراهنة.
وأثنى السيد سعيد امزازي والي جهة سوس ماسة وعامل إقليم أكادير على الدور الذي تلعبه مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب في تكوين أساتذة باحثين ودكاترة. وذات مردوية جد مهمة، وبالتالي أصبح المغرب مختبرا للباحثين الدوليين. وبات المغرب بتوفر على مواقع جد استثنائية وتنوع بيولوجي مهم يتطلب الحماية.
وأضاف السيد امزازي “والآن مجموعة البحث من أجل حماية الطيور لها هذه المسؤولية”، مضيفا أن انعقاد المؤتمر بأكادير له دلالته. مما سيمكن من الحديث عن طائر أبو منجل الذي توجد آخر مجموعة له بشمال أكادير بتامري. وتغير المناخ آثر على بعض ممرات هجر الطيور. ومدينة أكادير الان تندرج ضمن شبكة المدن الخضراء العالمية.مما سيمكن من كسب المصداقية . فضلا عن أن المدينة مخرطة في مشروع المدن الذكية. وهذا له أهميته الايكولوجية.
وأفادت الدكتورة رحيمو الحمومي، أستاذة وباحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، (GREPOM/Birdlife Maroc) أن الأراضي الرطبة، المستودعات الحقيقية للتنوع البيولوجي والمزودة بخدمات النظام البيئي الأساسية، تشهد ضغوطا غير مسبوقة. ويؤدي تدهور الموائل وتغير المناخ والتأثيرات البشرية إلى تعريض هذه النظم البيئية الحيوية للخطر.
وفي مواجهة هذه التحديات ، استثمرت مجموعة البحث لحماية الطيور بالمغرب، ممثلة المنظمة الدولية لحياة الطيور، بشكل كامل في الحفاظ على الطيور وموائلها. باعتبارها منظمة غير حكومية علمية، ومع شبكة من الباحثين وعلماء الطبيعة والمتطوعين في مختلف أنحاء مناطق المغرب، حيث تجمع هذه المنظمة بين الدقة العلمية والعمل على أرض الواقع لمواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحا. وتلعب دورا رئيسيا في إنتاج المعرفة العلمية ، لا سيما من خلال عمليات الجرد المنتظمة للأنواع والنظم البيئية، والدراسات المحددة حول الأنواع المهددة بالانقراض، ورصد الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.
وقالت الدكتورة الحمومي أن عمل مجموعة البحث مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب،( GREPOM/Birdlife Maroc) لا يهدف إلى إثراء الأسس العلمية اللازمة للحفاظ فحسب، بل يهدف أيضا إلى تقديم توصيات لإنشاء إدارة الموقع وخطط الحفاظ على الأنواع .ومن خلال انتمائها إلى تحالفات دولية مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والتحالف المتوسطي للأراضي الرطبة وشبكة الطيور المائية في البحر الأبيض المتوسط، تعد المنظمة (GREPOM) جزءا من ديناميكية عالمية، وبالتالي تعزيز تأثيرها على جهود الحفظ على المستوى الوطني والجهوي أيضا.
ومن خلال رؤية تجمع بين العلوم والتعليم والدعوة، تلتزم منظمة (GREPOM) بالحفاظ على الثروة الطبيعية للمغرب للأجيال القادمة. تضيف الدكتورة الحكومي.
ويكتسب الالتزام الوطني أهمية أكبر لأن التحديات التي تواجه أراضينا الرطبة وتنوعها البيولوجي تتطلب استجابات منسقة وطموحة، مدعومة بالسياسات العامة والوسائل المناسبة.
وأضافت الدكتورة الحمومي ان المنظمة (GREPOM) تنشد ترسيخ مكانتها وتعزيز دورها كعنصر فاعل في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المغرب، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF). وغيرها من المؤسسات الوطنية والدولية، من خلال الشراكات العملية.
وعرضت الدكتورة الحكومي مختلف التطلعات والمرامي من قبيل الحصول على الدعم المؤسسي والمالي لتعزيز القدرات البحثية والوسائل اللازمة لتنفيذ المراقبة البيئية المتعلقة بالأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي والدراسات على المستوى الوطني. ثم دمج المواضيع المتعلقة بالمحافظة على الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي في المقررات الجامعية. و الاعتراف بمجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب،(GREPOM) كمنظمة غير حكومية ذات موارد وهيئة مرجعية علمية ، نظرا لخبرتها في هذا المجال. و دعم الوزارة لتحقيق مشروع طموح (قيد الإعداد) يهدف إلى إنشاء مركز لدراسة هجرة الطيور في مضيق جبل طارق. وسيتم تقديم هذا المركز لشركائنا الوطنيين والدوليين، وخاصة الوكالة الوطنية للمياه والغابات. وسيكون دعم الوزارة ضروريا لتحقيق ذلك وسيعزز مساهمة المغرب في البحث والحفاظ على الطيور المهاجرة، خاصة وأن المغرب تقع على طريق هجرة الطيور الرئيسي في منطقة القطب الشمالي الغربي.
وأعربت الدكتورة الحمومي عن رغبتها في إطلاق المهرجان الدولي لطائر أبو منجل الأصلع بأكادير بدعم من السلطات المحلية، على غرار مهرجان “إليونور” للصقور الذي نظمته المنظمة GREPOM و ووكالة الوطنية للمياه والغابات ANEF وشركاؤهما سنة 2022 بالصويرة، والذي شكل مناسبة علمية واحتفالية على حد سواء، مؤكدة أن آخر مجموعة برية قابلة للحياة من هذا النوع(طائر أبو منجل) تجد ملجأ لها في جهة سوس ماسة، وذلك بفضل جهود الوكالة الوطنية للغابات وخاصة طاقم إدارة الوكالة الوطنية للرفق بالحيوان. “لن يكون هذا الحدث فرصة للاحتفال بهذا الطائر النادر والرمزي فحسب، بل أيضا لتعزيز السياحة البيئية المستدامة التي تركز على مراقبة الطيور في المنطقة (مراقبة الطيور)”. وفي الختام أعلنت الدكتورة الحمومي عن اختيار المغرب لتنظيم الدورة السادسة عشرة للمؤتمر الأفريقي لعلم الطيور ، وهو حدث مرموق سيعقد في ربيع عام 2027. يشار أن هذا المؤتمر سيشهد مشاركة خبراء وباحثين وعشاق علم الطيور من افريقيا، القارة الأفريقية بأكملها وخارجها، مما يتيح فرصة لتسليط الضوء على المبادرات المغربية لصالح التنوع البيولوجي. أننا نهتم بتوصياتكم ومنفتحون على أي تعاون في المستقبل
و أستهل الدكتور محمد الداكي أشغال الملتقى بإلقاء عرض افتتاحي تحدث من خلاله عن حماية النظم البيئية التي تستهدف أنواع من القيم تتجلى أهمها في قيمة “التراث”. والكائنات الحية المحمية، لقيمتها الجوهرية، بكل من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، مبرزا الوظائف المضادة للطبيعة التي تضمن استدامة النظم البيئية وكذا خدمات النظام البيئي كموارد مجانية تشكل أساس حياة الإنسان.
وتناول الدكتور الداكي السمات المميزة لمناطق الرطبة في شمال أفريقيا و المحيط الأطلسي و خصائصها الهيدرولوجية والحرارية. مشيرا إلى مظاهر الفيضانات والطقس الشتوي البارد والإجهاد الهيدرولوجي في الصيف والاستقرار النسبي للموائل في أوائل الربيع.
وذكر الذاكي بالخصائص الجيوكيميائية المتمثلة في تمعدن القوي للمياه ووفرة الأراضي الرطبة المالحة. والاتجاه العام نحو التخثث (l’eutrophisation ) وهي العملية التي يحدث من خلالها النمو المفرط لكل من الطحالب الضارة وللنباتات في تفاعل متسلسل مع النظم البيئية المائية.
واستعرض الدكتور الداكي حالات الجفاف المتكررة و الإجهاد الهيدرولوجي الشتوي، وعدم انتظام التساقطات المطرية. والظروف البيئية غير المستقرة و غير المتوقعة. وحالة خصوصية العزلة على مستوى شمال أفريقيا و الحواجز البحرية بالمتوسط والأطلسي. وجانب الحاجز المناخي للصحراء. إضافة إلى العزلة على نطاق النظام البيئي والمتمثلة في الحواجز الجغرافية و الحواجز البيئية . والنمو السكاني الأخير وما تلاه من النمو في احتياجات المياه المنزلية. و الخيارات الاقتصادية لمستهلكي المياه. و قانون التنوع البيولوجي مستبعد من إجراءات مكافحة آثار الجفاف في فصلي الشتاء والربيع، وبات دائما من سنتين إلى أربع سنوات متتالية ومتكررة، مع تساقط كميات خفيفة من الأمطار .مما يعوق وظائف تغذية طبقات المياه الجوفية في السهول، وتجديد التربة.
وأسهب الدكتور الداكي بالشرح والتحليل عن حالات الجفاف والاختلالات الهيدرولوجية المباشرة. واستمرار سطوع الشمس بشكل قوي وطويل الأمد. مما يسخن المياه الراكدة. ويحدث التبخر الشديد، الذي تفاقم بسبب فقدان الغطاء النباتي على ضفاف الأنهار.
وعلى مستوى الاختلالات البيئية الغير المباشرة، ذكر الدكتور الداكي بالعواقب البيئية التي تظهر في الجفاف الجزئي أو الكلي للنظم البيئية. وانخفاض حجم المياه، مشيرا إلى العزلة القروية والتوسع الحضري.
وأضاف الدكتور الداكي أن هناك آثار طويلة المدى تتجلى في أزمة التوسع الحضري والضغط على المياه كأولوية للشرب والزراعة. وفقدان الموائل التراثية و الإجهاد هيدرولوجي واسع النطاق. ويتزايد حجم تلوث مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية الممتد في اتجاه مجرى الوديان. ثم دور الصناعات استجابة للبطالة والتلوث الكيميائي المختلف، وبالتالي يطال تأثير الأزمات الاجتماعية المتضخم على الأزمات البيئية. وحدد الدكتور الداكي الآثار طويلة المدى والمتمثلة في الاستغلال المفرط للموارد النباتية في الغابة. وتآكل التربة والفيضانات العنيفة في الأراضي الرطبة التي أصبحت ملجأً للماشية والأغنام والخيول وغيرها.
وأوصى الداكي خلال عرضه، بتطوير وتعزيز التدريب الجامعي في مجال الهندسة البيئية، خاصة في المناطق المحمية، بما في ذلك وحدات الإدارية. والترويج، كجزء من الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، لأنظمة المعلومات حول المناطق الحضرية والتنوع البيولوجي بشكل عام. ثم تعزيز نشر الوثائق العلمية والتقنية حول جرد وتدبير المناطق الصحية والمساحات الطبيعية بشكل عام. و تشجيع، على مستوى سياسي رفيع، الأقسام الجامعية التقنية وعمليات التعاون بين الجامعة والمنظمات غير الحكومية، مع إنشاء هيكل تنسيق بين الإدارات المسؤولة عن إدارة المناطق الرطبة. والعمل على دمج التنوع البيولوجي في البحث وتنفيذ الحلول لمكافحة آثار الجفاف.
وشهد المؤتمر أربع جلسات رئيسة، فضلا عن عدة محاضرات وعرض ملصقات علمية تناول من خلال ذلك المشاركون في الجلسة الأولى مراحل تتبع صقر “إليونورا” (Falco eleonorae) خلال حركات ما قبل التكاثر الصيفية في المغرب باستخدام القياس عن بعد عبر الأقمار الصناعية و الآثار المترتبة على استراتيجيات المحافظة على هذا الطائر. وكيفية استخدام نماذج العينات العشوائية والمختلطة على مرحلتين لتقدير حجم تواجد واستخدام توصيف الموائل البط البري الرخامي (Marmaronetta angustirostris) في المغرب. ثم تحدثوا عن رصد تكاثر طائر الفلامنغو الكبير Phenicoterus Ruber بسبخة تاركة 5 . و كذا تناول دراسة تكاثر الطيور من خلال طائر معين بسد المالح بالمحمدية. ودراسة الطيور المائية بالساحل الشرقي لشبه جزيرة طنجيتان بوادي المالح و مرتيل. وتكوين وخصائص الطيور المائية في أربعة أراضي رطبة في منطقة إفران بالأطلس المتوسط. وتم عرض نتائج الحملة الاستكشافية للطيور البحرية بخليج أكادير. وسمة التنوع وحجم أعداد الطيور المائية الشتوية في الأراضي الرطبة بمنطقة سايس بالأطلس المتوسط. وعلى المستوى المغاربي تم استعراض حقيبة تعليمية حول الأراضي الرطبة التونسية كأداة للتعليم في البيئة والتنمية المستدامة. واستعادة موائل تعشيش الطيور كمحور ذو أولوية في استراتيجية مجموعة البحث مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، ( GREPOM/Birdlife Maroc). و تم عرض الأداء التكاثري لطائر “أبو المغازل” (Himantopus Himantopus) في مجمع البحيرات الشاطئية شبه الحضرية في الصويرة غرب ووسط المغرب. و التنوع البيولوجي للفقاريات في وديان الأطلس الكبير ببني ملال (وادي أحنصال وآيت بوكماز).
اما الجلسة الثانية فعرفت مدارسة مجموعة من المحاور همت تقييم خدمات النظام البيئي في مستجمع مياه أم الربيع مع ديناميات وعوامل التغيير. وتصنيف ورسم خرائط موائل البحيرات الطبيعية في الأطلس المتوسط، فضلا عن الأراضي الرطبة النادرة والموائل المهددة في منطقة لا” للا ودكة”، بالريف الأوسط، المهددة بالانقراض. و آثار تغير المناخ مستقبلا بالمناطق الرطبة على التنوع البيولوجي للمياه العذبة في المغرب. ثم تم عرض دراسة لتنوع ذباب الشواطئ أو ذباب المياه المالحة (Insecta: Diptera) في الأراضي الرطبة المغربية واستجابات الحشرات الوظيفية (Ephemeroptera/Plecoptera/Trichoptera) للتغيرات في الظروف اللاأحيائية في الريف الغربي. و موضوع حول مدى زيادة زراعة القنب في الطلب على المياه. وكذا التدبير المندمج للأراضي الرطبة بماسة وسط غرب المغرب. ثم مقاربة استخدام نظم المعلومات الجغرافية والكيمياء الجيولوجية والنمذجة. و مجال التصنيف والبيئة والجغرافيا الحيوية لبعض للحشرات والذباب (ـCalamoceratidae (Trichoptera، Insecta) من الريف الغربي للمغرب. وتم تناول دراسة الهيدروبيولوجية لحوض تانسيفت وأحواضه الفرعية. ثم وضعية خدمات النظام البيئي لحوض سبو والاتجاهات وعوامل التغيير.
وتناقش المشاركون في الجلسة الثالث حول مواضيع تناولت بالدرس والتحليل تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لطائر البط البري الرخامي (Marmaronetta angustirostris) في المغرب وسلوكه وموائله الرئيسية. وتدارس تأثير الملوحة ونظام التدفق على حالة الجسمية سمك “باربل درعة” Lucioborbus lepineyi وسمات دورته الحياتية في حوض درعة جنوب الصحراء الكبرى والآثار المترتبة على المؤشرات الحيوية. ثم التعرف على الأراضي الشتوية لطائر هازجة القصب البربري الذي تم وصفه مؤخرا (Acrocephalus baeticatus ambiguus). و نمذجة بيئية لنوعين من السحالي التي يفترسها طائر أبو منجل الأصلع الشمالي بالمنتزه الوطني لسوس ماسة. ومآوي الكروان الحجري الأوراسي Burhinus oedicnemus (Charadriiformes، Burhinidae) في الخريف والشتاء على الساحل الأطلسي لمنطقة سوس ماسة . كما تم تناول ثراء أنواع الخفافيش في واديين من الأطلس الكبير الأوسط، وادي “أحنصال” و”آيت بوكماز”. و عرض برمائيات و توزيعها بوادي سوس وأهمية النظم الإيكولوجية المائية للحفاظ عليها. وتناقش المشاركون حول الديناميكيات الزمانية والمكانية والتاريخ التطوري والإمكانات الحيوانية لمنشأ فيروس H9N2 المغربي و فيروسات أنفلونزا الطيور من 2016 إلى 2021. هذا فضلا عن تحليل مقارن لقواعد بيانات التنوع البيولوجي الموجودة من خلال نظام معلومات حول التنوع البيولوجي المغربي. و التصنيف الحيوي للموائل باستخدام تحليل المراسلات العاملية و مساهمة ترجيح ملفات تعريف وفرة الأنواع حسب درجتها. و اتجاهات وفينولوجيا طائر البط ( Anatidae )، المهدد عالميا، في أفضل موقعين للشتاء والتعشيش في المغرب بكل من مرجة “فوارات” وبحيرة” سيدي بوغابة”. وتحدث المشاركون كذلك عن النورس أسود الظهر (Larus fuscus ) ببحيرة “خنيفيس” ومجال تكاثره. ثم الحالة الفينولوجية لمجموعات الطيور في سد إدريس الأول، المغرب.
وألقى المشاركون نظرة عامة على التنوع الحيواني في الأراضي الرطبة بالمغرب القديم من خلال معطيات الفن الصخري. و ميزات التنوع بالمناطق الرطبة للمغرب القديم. وآثار التخلي عن الأنشطة الملحية على تعشيش طائر “الطُّوَل الأسوَد الجناح” (Himantopus Himantopus) من خلال تناول حالة أحواض ملح سيدي موسى بمنطقة الواليدية قرب مدينة الجديدة. وتابع المشاركون عرض حول تقييم تأثير الأضرار النهرية على الصفات المورفولوجية لنوع من أسماك الشبوط المستوطنة “زيان باربل”( Luciobarbus zayanensis) . ثم تقييم الجودة الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية للمياه ب”مطفيات” جهة كلميم واد نون.
وتناقش المؤتمرون خلال الجلسة الرابعة حول النظام الغذائي لسمك” تراوت درعة” كمؤشرات للتأثيرات المحتملة لتغير استخدام الأراضي في المناظر الطبيعية الزراعية والرعوية في وادي” دادس” و”مكون” العلوي. وهشاشة أسماك المياه العذبة المغربية من خلال عرض تحليلي أبرز تأثير الضغوطات البيئية.
وشكل محور ” نحو تكامل منسق للبيانات المتعلقة بالجودة الفيزيائية والكيميائية للأراضي الرطبة المغربية عرض وتحليل مختلف التحديات المطروحة. كما تم تناول الأساليب البيولوجية للتقييم البيئي للأنظمة المائية الحالية و التحديات التي تواجه المغرب .
وتدارس المشاركون من خلال عدة عروض علمية وازنة وضعية الأراضي الرطبة المغربية في البحر المتوسط ومختلف أنواع الحشرات من قبيل نوع “Mycetophilidae” ونتائج الابحاث الحديثة على مستوى شمال إفريقيا. مع دراسة بعض اللافقاريات الكبيرة في منطقة الأراضي الرطبة في حوض درعة. ثم استعراض التحليل المكاني والزماني لديناميات نهر وادي سبو عند مدخل سد علال الفاسي. وعرض تقييم أولي للقيمة التراثية لـلمناطق ذات الاهمية البيولوجية (SIBE)باستخدام نوع من الخنافس و دراسة الحالة بخليج الحوزي. وتقييم السمية الجينية لمياه الصرف الصحي المعالجة من معاصر الزيتون باستخدام وتعزيز الممارسات المستدامة لضمان صحة النظم البيئية على المدى الطويل، فضلا عن التوصيف البيئي لموائل التكاثر التي تستخدمها البرمائيات في شمال المغرب. ثم عرض دراسة مقارنة للدورة الإنجابية ونسبة النوع ومؤشر حالة نوعين من بلح البحر، (Mytilus Galloprovincialis وPerna perna)، في الأراضي الرطبة الساحلية في سيدي رباط والدويرة وتيفنيت . ليتم عرض دراسة حول ستكشاف مجتمعات العقارب في الجيوب الرطبة بمنطقة سوس ماسة.
وشهدت الجلسة العلمية كذلك تحديد وحالة الحفاظ على النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي للمياه العذبة في المغرب باستخدام الخنافس المائية وتنوع حيوانات العقارب بالمغرب وتوزيعها المكاني وتكيفها مع المناطق الرطبة. ثم تنوع اللافقاريات الكبيرة في موقعين من مواقع “رامسار” في الأطلس الكبير الأوسط.
وعرف المؤتمر عرض مجموعة من المحاضرات خاصة تمحورت بعضها حول بيئة الحركة الطيور والتقدم التكنولوجي وتأثيراته على الحفاظ على الأنواع والاعتبارات الأخلاقية. و محاضرة أخرى تناولت مواجهة التحدي المتمثل في الحفاظ على الطيور المهاجرة، واستعراض دراسات حالة حول مادة الملح في المياه العذبة المغرب وتأثيرات التملح على الحيوانات المائية وشبه المائية في حوض درعة جنوب الصحراء الكبرى، ومحاضرة حول تأثير التركيب النباتي على تنوع مجتمعات الطيور المتكاثرة في واديين من الأطلس الكبير الأوسط بالمغرب.
يشار أن المؤتمر عرف مشاركة باحثين أجانب من فرنسا وإسبانيا وهولندا وتونس والمغرب لقي استحسانا وتجاوبا بين المؤتمرين، عرضوا تجاربهم وأبحاثهم مكن من تلاقح الافكار والدراسات. . وعرف نقاشات مستفيضة تبادل من خلالها المشاركون الرؤى والتجارب ومختلف التصورات والابحاث المحينة ودقيقة وذات جودة عملية تنم عن تطور البحث العلمي للباحثين المغاربة في تخصص دقيق يهم التنوع البيولوجي والمنظومة البيئة، خاصة الطيور والمناطق الرطبة.
وتخلل المؤتمر زيارة خاصة إلى مصب واد سوس ومنتزه سوس ماسة للوقوف على المجهودات المبذولة على مستوى المنتزه للمحافظة على مختلف الأنواع الحيوانية وغيرها في سياق منظومة بيئية متنوعة وخصوصية طبيعية متميزة. فضلا عن زيارة خاصة إلى حديقة التماسيح باكادير.
يذكر أن مجموعة الأبحاث لحماية الطيور في المغرب هي منظمة غير حكومية وغير ربحية تم إنشاؤها في عام 1993 وهي الآن شريك كامل لمنظمة BirdLife International. وهي مكرسة للحفاظ على الطيور المغربية وموائلها، وهي متجذرة في رؤية للتنمية المستدامة تضمن مستقبل التراث الطبيعي المغربي بكل تنوعه البيولوجي، في انسجام تام مع الضرورات الاجتماعية والثقافية والإنسانية. و تشمل ومجالات تدخلها المساهمة في حماية الطيور وموائلها. و دعم وتعزيز ثقافة الاستخدام المستدام للطيور البرية وموائلها. وتنفيذ أنشطة مدرة للدخل للسكان المحليين، مستدامة ومتوافقة مع الحفاظ على الطبيعة. ثم المساهمة في تطوير المعرفة والخبرات والأدوات المتعلقة بحماية الطيور