مرجع لا غنى عنه لجميع المهتمّين بالأغذية والزراعة
نشر “كتاب الإحصاء السنوي لعام 2021 – الأغذية والزراعة في العالم” الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة
آفاق بيئية : روما
نشرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إصدار هذا العام من “كتاب الإحصاء السنوي” الذي يقدم لمحة عامة شاملة عن المشهد الزراعي والغذائي في العالم، وموجزًا عن البيانات المتعلقة بالأغذية والتغذية والزراعة.
ويتضمن إصدار عام 2021، المتاح أيضًا على شبكة الإنترنت، بيانات عن أربعة مجالات مواضيعية هي: الجوانب الاقتصادية للزراعة والحراجة وصيد الأسماك؛ واتجاهات الإنتاج والتجارة والأسعار؛ والأمن الغذائي والتغذية؛ والاستدامة البيئية. ويعتمد كل فصل على أحدث البيانات المتاحة لوصف الاتجاهات المتعلقة بالأغذية والتغذية والزراعة، من خلال نصوص ورسوم بيانية، بدءًا من أوائل العقد الأول للألفية الحالية. وهو مرجع لا غنى عنه لصانعي السياسات والباحثين والمحلّلين، فضلًا عن الأشخاص العاديين المهتمين بالمسارات السابقة والحالية والمستقبلية للأغذية والزراعة.
وفي مقدمة المطبوع، ذكر السيد José Rosero Moncayo مدير شعبة الإحصاءات في المنظمة: “إن البيانات والإحصاءات الدقيقة والعالية الجودة تشكل حجر الأساس في تصميم السياسات المتينة. وقد ازداد ذلك أهمية مع التزام الحكومات حول العالم بالخطط الرئيسية للتنمية القطاعية والوطنية، وبجداول أعمال التنمية الإقليمية والعالمية كذلك. وعلاوة على ذلك، في حين عرقلت جائحة كوفيد-19 القدرات الوطنية على جمع البيانات، فهي قد سلطت الضوء على الحاجة الملحة إلى البيانات والإحصاءات اللازمة لإرشاد الاستجابات في الوقت المناسب ولرصد الاتجاهات”.
وكان كتاب الإحصاء السنوي قد خضع في عام 2020 إلى عملية تحسين بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة، ما يؤكد على الأهمية التي توليها المنظمة للبيانات والإحصاءات باعتبارها سلعةً عامة عالمية لها مكانتها في صميم جهودنا لدفع عجلة التنمية المستدامة.
وللسنة الثانية على التوالي، يتوفر كتاب الإحصاء السنوي كملف رقمي يضمّ رسومًا بيانية تفاعلية ومجموعات بيانات قابلة للتنزيل. وهو مصحوب بالكتيّب الإحصائي الصادر عن المنظمة والذي يشكّل مرجعًا سريعًا وسهلاً للحقائق والاتجاهات الرئيسية في مجالي الأغذية والزراعة.
إذاً، ما الوضع الحالي؟
إن الزراعة قطاع مهم للاقتصاد العالمي، والواقع أن القيمة المضافة العالمية الناتجة عن الزراعة والغابات وصيد الأسماك قد سجّلت نموًا بنسبة 73 في المائة بالقيمة الحقيقية بين عامي 2000 و2019، فبلغت 3.5 تريليون دولار أمريكي في عام 2019. ناهيك عن أن الزراعة وفّرت فرص عمل لـ 874 مليون شخص عام 2020، أي ما مجموعه 27 في المائة من القوى العاملة على مستوى العالم.
وفي ما يخص الإنتاج، ارتفع إجمالي إنتاج المحاصيل الأولية بنسبة 53 في المائة بين عامي 2000 و2019، مسجلاً بذلك رقمًا قياسيًا بلغ 9.4 مليارات طن في عام 2019. ويتألف نصف الإنتاج العالمي من المحاصيل الأولية من أربعة محاصيل فقط هي: قصب السكر والذرة والقمح والأرز.
وقد ارتفع إنتاج الزيوت النباتية بشكل حاد بسبب زيادة الطلب على زيت النخيل، حيث تخطى معدل الإنتاج الضعف بين عامي 2000 و2018. كما شهد إنتاج اللحوم زيادةً ضخمة مع نموّه بنسبة 44 في المائة بين عامي 2000 و2019 ليبلغ 337 مليون طن.
وعلى الرغم من تنامي كميات إنتاج الأغذية، شهد معدل انتشار النقص التغذوي عالميًا ارتفعًا حادًا بين عامي 2019 و2020، في ظل جائحة كوفيد-19. وعانى حوالي 10 في المائة من سكان العالم الجوع عام 2020، مقارنة بنحو 8.4 في المائة عام 2019.
أما بالنسبة إلى موضوع الاستدامة البيئية، فقد انحدرت مساحة الغابات بنحو 94 مليون هكتار – ما يوازي تقريبًا مساحة جمهورية تنزانيا المتحدة – بين عامي 2000 و2019. وتعاني جميع بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تقريبًا مستوياتٍ من الإجهاد المائي بنسبة 100 في المائة أو أكثر. وقد انخفضت انبعاثات غازات الدفيئة في الأراضي الزراعية بنسبة 2 في المائة بين عامي 2000 و2019، ولكن انبعاثات غازات الدفيئة عند بوابة المزرعة ارتفعت بنسبة 11 في المائة. ويرتبط نحو 55 في المائة منها بالثروة الحيوانية.
منظمة الأغذية والزراعة: المصدر الأبرز للإحصاءات الغذائية والزراعية
كان العمل الإحصائي في صميم أنشطة المنظمة وولايتها منذ تأسيسها عام 1945، وإن كتاب الإحصاء السنوي يعدّ عنصرًا واحدًا فقط من سلسلة أدوات ومطبوعات إحصائية تتيحها المنظمة للمستخدمين. وتتضمن قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة (فاوستات) المتاحة للعموم أكبر قاعدة بيانات إحصائية عن الأغذية والزراعة في العالم، إذ تضم نحو 000 20 مؤشر يشمل أكثر من 245 بلدًا وإقليمًا، وحوالي 000 000 2 مستخدم كل عام. ومن الأدوات الهامة الأخرى التي تتيحها المنظمة نظام المعلومات عن سبل العيش في الريف RuLIS الذي يمكّن المستخدمين من العثور على مؤشرات وبيانات منسقة عبر البلدان وعبر الفترات الزمنية المختلفة بشأن المدخول وسبل العيش في الريف والتنمية الريفية.
وتلتزم المنظمة بضمان الاطلاع المجاني على بيانات راهنة وموثوق بها ومعتمدة ومتاحة في الوقت المناسب، وضرورية لرسم المسار نحو زراعة أكثر استدامة وعالم خال من الجوع.