وكالة الحوض المائي بجهة سوس ماسة تدعو إلى ترشيد استعمال المياه وتفادي كل مظاهر التبذير
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
تعيش منطقة سوس ماسة وضعا مقلقا على مستوى الموارد المائية. وتعاني من شح التساقطات المطرية واستنزاف الزراعة للفرشة المائية وكذا تراجع المخزون المائي بالمنطقة.
تشهد الاحواض المائية بكل من “إسن” و”تامري” و”سوس” و”ماسة” ومختلف محطاتها وسدودها تراجعا كبيرا يندر بوضع حرج. وعجز متفاقم وتفشي للجفاف ، مما يؤثر سلبا على مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية .
وأفاد محمد الفسكاوي مدير وكالة الحوض المائي بسوس ماسة ،خلال ندوة صحفية، ان الوضعية الحالية للموارد المائية بالجهة تدعو على القلق بفعل تتابع موجات سنوات الجفاف مع ضعف نسبة ملء حقينة السدود و الفرشة المائية. وينعكس دنو مستوى التساقطات المطرية ،في حدود نسبة 60 في المائة، سلبا على مستوى المخزون المائي بأحواض الجهة.
وسجلت السنة الهيدرولوجية 2019-2020 ما مجموعه 93 ميليمتر مقارنة مع المعدل السنوي العادي المقدر ب 230 ميليمتر.
وانخفضت حقينات السدود الثمانية على مستوى المخزون المائي السطحي، إلى أدنى مستوياتها منذ إنشائها، حيث “بلغت نسبة الملء الإجمالية لهذه السدود إلى حدود 25 شتنبر 2020 في 12 في المائة . ولا تتجاوز الواردات المائية عموما بسدود الجهة 30 مليون متر مكعب خلال السنة الهيدرولوجية 2019-2020 مقارنة مع الواردات السنوية العادية بـ 476.5 مليون متر مكعب وذلك بعجز يقارب 94 في المائة.
وتأثرت الفرشات المائية هي الأخرى ، على مستوى المخزون المائي الجوفي، بضعف التساقطات المطرية وقلة الواردات المائية وتراجع سيلان الأودية التي تشكل المزود والمغذي الرئيسي لها، حيث انخفض مستوى منسوب المياه بها بشكل كبير بلغت إلى درجة النضوب شبه الكامل في بعض المناطق.
وأشار محمد الفسكوي مدير وكالة الحوض المائي سوس ماسة أن المياه المعبئة منذ 1914 هي التي تستهلك حاليا في الري وفي الماء الشروب و للأنشطة الاقتصادية. ولا يلبي المخزون المائي حاليا حاجيات المنطقة التي تشهد انفتاحا اقتصاديا وزراعيا متناميا يوما عن يوم .وتعد الزراعة الضاغط الأكبر على الفرشة المائية الباطنية..
ولمواجهة هذه المعضلة كشف السيد الفسكاوي عن مختلف الإجراءات الإدارية التي تم اتخاذها على مستوى تدبير خزانات السدود. وتتمثل فيتوقيف تزويد مياه الري لمحيط منطقة “إيسن” من سد عبد المؤمن منذ يوليو 2017 . كما ثم توقيف تزويد مياه الري لمحيط منطقة ماسة وشتوكة من سد يوسف بن تاشفين منذ أكتوبر 2019 .وتم تخفيض الحصص المخصصة لمحيط منطقة “الكردان” و”أولوز” وموقع”أوزيوة ” من المركب المائي المختار السوسي من مارس 2020.
وأضاف الفسكاوي أن إدارة الطلب على مياه الشرب بأكادير إستلزمت تحديد نقط مستهلكي المياه بكثافة وتشجيعهم على الحد من استهلاكهم ، حيث تم أخد 94 من العينات كانت موضوع تشخيص همت كل من بلدية أكادير و بلدية أورير و 22 شركة صناعية وسجنان في إنزكان و34 منشأة فندقية و 5 ملاعب كولف.إذ تم منع ري المساحات الخضراء وملاعب الكولف من شبكات مياه الشرب.وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي النقية لملاعب الكولف ،ثم تشجيع وتوعية المستهلكين من فنادق وإدارات ومؤسسات صناعية … لتوفير المياه . واتخذت تدابير لحصر التدفقات الموزعة وزيادة الجهود لتقليل هدر المياه في شبكات التوزيع والإنتاج لبلوغ تقليص بنسبة 10 في المائة.
وتناول مدير وكالة. الحوض المائي بجهة سوس ماسة آفاق مشروع محطة تحلية مياه البحر وما سيوفره لساكنة أكادير الكبير من ماء صالح للشرب في حدود سعة 275 ألف متر مكعب في اليوم، منها 150 ألف متر مكعب في اليوم موجه للماء الشروب كمرحلة أولى. وسيمكن هذا المشروع من استفادة ما يناهز مليون و600 ألف نسمة من الماء الشروب في جهة أكادير الكبير، كما سيعمل على تنمية الاقتصاد الزراعي وكل ما يتعلق بإشكالية الري. المطروحة .
ويذكر أن هذه المنشأة ستزود 1270 محطة لري كل ضيعة ، حيث تصل مساحة كل ضيعة 10 هكتارات تقريبا.
وتحدث الفسكاوي عن البرنامج الوطني للتزوید بالماء الصالح للشرب ومیاه السقي 2027-2020 الذي سيعمل على ارتفاع سد مختار السوسي مما سيزيد من سعته إلى 200 مليون متر مكعب أي بزيادة 150 مليون متر مكعب .وسيقوم البرنامج ببناء سد تامري بسعة 150 مليون متر مكعب. ثم الانتهاء من أشغال سد سيدي عبد الله (10مليون متر مكعب).