السكان والاستهلاك في المنطقة العربية
بيروت :ازدادت نسبة سكان المدن في المنطقة العربية من 38 في المئة عام 1970 الى 55 في المئة عام 2010. ونمت أعداد العمال الوافدين بشكل مذهل في منطقة الخليج، حتى بات المواطنون يشكلون أقل من ربع السكان في بعض البلدان. وارتفعت نسب الاستهلاك الفردي كثيراً بالمقارنة مع بقية العالم. ولهذه التحولات تداعيات كبيرة على البصمة البيئية للبلدان العربية. السكان والاستهلاك والاستدامة في المنطقة العربية موضوع غلاف عدد كانون الثاني (يناير) من مجلة “البيئة والتنمية”، الذي يكشف عن وقائع وأرقام مذهلة من المحيط إلى الخليج.
وفي العدد أهم مداولات المؤتمر السنوي الخامس للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) الذي عقد في بيروت مؤخراً تحت عنوان “خيارات البقاء والبصمة البيئية في البلدان العربية”. ومن أبرز توصيات المؤتمر التأكيد على ضرورة التعاون الاقليمي والادارة السليمة للموارد كخيارات رئيسية للبقاء في المنطقة العربية التي تتميز بعجز إيكولوجي مرتفع، ودعوة للحكومات العربية الى اعتماد مفهوم الحسابات الإيكولوجية في التخطيط الاقتصادي، وتخفيض البصمة البيئية بتأهيل الأراضي المتدهورة وطبقات المياه الجوفية المستنزفة ومصائد الأسماك المتناقصة وتقليل توليد الملوثات والنفايات.
وتناول الدكتور خالد السليمان، نائب رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، مستقبل الطاقة في السعودية واستراتيجيتها لتوليد الطاقة النظيفة والمتجددة. ومن الدوحة أبرز المواضيع التي طغت على قرارات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي عقد مؤخراً في العاصمة القطرية، ومداولات جلسة خاصة خلاله نظمها “أفد” حول دور قطاع الأعمال العربي في التحول الى اقتصاد منخفض الكربون.
ويتضمن كتاب الطبيعة في العدد تحقيقين مصورين، الأول عن النباتات الطبية في سيناء، والثاني عن شجرة الباوباب الغريبة المنتشرة في مدغشقر. ومن المواضيع الأخرى: كيف تُلغى وزارة البيئة في الأردن، ماذا فعلت وزارة البيئة اللبنانية في سنتين؟ الإبل في السودان، منزل “صفر طاقة”، فضلاً عن الأبواب الثابتة: رسائل، البيئة في شهر، عالم العلوم، المفكرة البيئية، وملحق عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية. ومع العدد هدية هي بوستر “الجريدة الخضراء” التي تستهدف التوعية البيئية.
وفي افتتاحية العدد بعنوان: “غيروا الوقائع تتغير الأرقام”، أشار نجيب صعب الى الصدمة التي أثارتها نتائج تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية حول البصمة البيئية في البلدان العربية، وخصوصاً أن العرب يستهلكون ضعفي ما لديهم من موارد طبيعية. ورأى أن “المشكلة ليست في تعديل بعض الأرقام جمعاً أو طرحاً، بل في معالجة سوء إدارة الموارد والأوضاع البيئية المتردية التي تعكسها هذه الأرقام”.