معرض ميونخ الدولي لتكنولوجيات المياه واعادة تدوير النفايات

محمد التفراوتي1 يونيو 2008آخر تحديث :
معرض ميونخ الدولي لتكنولوجيات المياه واعادة تدوير النفايات

ألمانيا تستضيف معرضا لتكنولوجيات المياه واعادة تدوير النفايات

لتبادل الخبرات الدولية حول تقنيات الحفاظ على البيئة.

عالم صناعة البيئة

ميونيخ (المانيا) :محمد التفراوتي

شكل معرض ايفات 2008 في مجال التكنولوجيات والمنتجات الابتكارية والخدمات في مجالات المياه ومياه الصرف والنفايات وإعادة التدوير، في طبعته الخامسة عشر تمازج الجانب النظري مع الواقع العملي من خلال تبادل مكثف للخبرات والتجارب وكذلك التواصل مع بنية تركيبية لشرائح العارضين والزوار عبر التقاء الصناعة بالمستثمرين وتناغم الدوائر العلمية مع أصحاب القرار.

ايفات 2008 عالم صناعة البيئة

قمة بيئية تأثث مشهد منصتها برواد السوق ورواد الابتكار والإبداع، انطلاقا من الخامس من مايو/ايار الماضي إلى غاية التاسع منه، وهي فرصة سانحة لتبادل المعارف والخبرات.

تمثل أجنحة المعرض المختلفة جولة علمية ممتعة تتميز بتنوع عالمي شامل تقدم عروضا مطردة للتقنيات البيئية وتصميمات أولية للحلول الكاملة والتكنولوجيات المهيأة فضلا عن عرض كبير من التقنيات الراقية والآلات والمعدات التي تتناسب مع موضوعات كثيرة، مختصة في صناعات الماء والصرف الصحي والنفايات وإعادة الاستخدام.

ويطرح المعرض ايضا موضوعات جديدة ذات أهمية كبيرة في حماية السواحل والحماية ضد الفيضانات من خلال عرض أجهزة للحماية ضد الكوارث والحماية في حالات الطوارئ وتقنيات الحماية والوقاية من الفيضانات وذلك لأول مرة.

ويلقي ايفات 2008 الضوء على أن اكتساب الطاقة من النفايات يمكن أن يتمثل كحل رفيق بالبيئة وبالاقتصاد عبر وحدات غاز بيولوجية.

وأولى المعرض اهتماما خاصا لمجموعة من المواضيع المرتبطة بالمياه وجعل منها إحدى النقاط التي يتم التركيز عليها بصورة متميزة خصوصا وان أسعار المواد الخام والقواعد والأحكام القانونية الخاصة بالتخلص من النفايات والانتفاع من المخلفات في توليد الطاقة أضحى أمرا جديرا بالاهتمام.

كما تضمنت أروقة المعرض مخططات وحلولا تهدف إلى الملاءمة مع الظروف التشريعية والنوعية للدول الفردية ومع الظروف المناخية الخاصة.

“تسببت النتائج المترتبة على مياه الفيضانات في أوروبا منذ 1998 في خسارة اقتصادية قدرت بنحو 2 بليون يورو على أقل تقدير” على حد تعبير مسؤول جناح في إحدى اروقة المعرض.

وتخطط أوروبا الآن لوضع قواعد توجيهية ملزمة بغرض الحد مما يمكن حدوثه من خسائر في المستقبل.

وقال حسن شواوطة من الهيئة الألمانية للتعاون التقني “جي تي زد” بالمغرب انه على مستوى الدول الفردية التخطيط أو البدء بالفعل عن طريق “تنفيذ الكثير من إجراءات الحماية، إذ يتوقع قطاع الاقتصاد حدوث تصاعد كبير في الاستثمارات المرصودة في هذه المجالات الاحترازية والوقائية”.

وتفننت أروقة وصالات العرض في بسط مستجدات على صعيد قضايا نوعية وفضاءات رائدة من قبيل اكتساب ومعالجة المياه ومياه الصرف ومختلف الأساليب الميكانيكية والكيميائية الفيزيائية والطرق البيولوجية وأنظمة توزيع المياه وقنوات الصرف ثم التخلص من النفايات وجمعها ونقلها وإعادة التدوير.

وأبرزت مؤسسات مختلفة خدمات تشغيل وتنظيف الطرق في فصل الشتاء وأعمال إصلاح مواقع المخلفات القديمة من تهيئة التربة والكشف عن تسجيل وتقييم ومراقبة مواقع التربة والمياه الجوفية والمباني الملوثة وإصلاح المياه الجوفية الملوثة وتنقية غازات العوادم والهواء ودور المستهلك في الحفاظ على نظافته.

وفي ذات السياق، انعقدت على هامش المعرض محاضرات وندوات قدم من خلالها عارضون وجمعيات وروابط وشركات تخصصية مناقشات عامة وعروضا توضيحية لامست مختلف المنتجات والاتجاهات العامة والدراسات التحليلية للسوق وتكنولوجيات ابتكارية معاصرة وأحدث مشاريع التطوير ونتائج البحث العلمي.

وعرضت بذلك جمعية تخصصية لأول مرة رؤى حول الانتفاع من الطاقة وفق أحدث تكنولوجيا الغاز البيولوجي، ومشاريع راهنة بأحدث التكنولوجيات في مجال معالجة النفايات.

فعاليات خاصة حول المناطق والدول

نظمت فعاليات خاصة حول دول معينة كـ”يوم الصين” و”يوم الهند” بالتعاون مع وزارة الدولة البافارية لشؤون البيئة والصحة وحماية المستهلكين من خلال تكنولوجيات بيئية مهيأة تتناسب مع الظروف الخاصة ومعدة للسوق في الصين مع تحديات ومنطلقات استهلالية للحلول في حين خصصت فعالية خاصة لدولة اليابان في إطار تبادل ثنائي لتكنولوجيات البيئة ونقل التكنولوجيا بين ألمانيا واليابان.

وتشكل الأيام الخاصة بدول معينة منتدى الالتقاء المثالي لتطوير وتوسيع وتعميق العلاقات التجارية ونقل المعارف والدرايات العملية والتبادل الدولي للتجارب العلمية والخبرات بين ممثلي الدوائر العلمية وممثلي القطاع الاقتصادي من كافة أنحاء العالم.

أما يوم أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية مع شركاء ذوي كفاءات تخصصية في مجالات البحث العلمي والتطوير، فتناول إمكانيات تمويل مشاريع في دول الاتحاد الأوروبي الجديدة ليتم كذلك دراسة مشروعات بيئية راهنة ورؤى تطويرية ضمن فعالية خاصة لروسيا.

لقاءات تنسجم مع النبض البيئي الراهن

اشتمل المعرض على ندوات علمية وورش عمل من قبيل الندوة الأوروبية العالمية الرابعة عشرة للمياه ومياه الصرف والنفايات والمؤتمر المشترك التخصصي الثالث “تحديات القرن الحادي والعشرين بشان اقتصاديات مياه متسمة بالمداومة وطول المدى”.

وعالج المؤتمرون الارتباط بالواقع العملي لمواجهة ما لتغير المناخ من عواقب سلبية على اقتصادات الماء .

وناقش المشاركون تأهب وتهيئة القدرات اللازمة لمواجهة تغير المناخ والكوارث ليتناول اليوم الثاني من المؤتمر مجالات تكنولوجيات جديدة والتعامل الفعال مع الطاقة والتمويل والتغير الديمغرافي والتشريع والأشكال التنظيمية.

المغرب في ايفات

توزع الوفد المغربي وفق ثلاث لجان تخصصية: لجنة الماء ولجنة النفايات الجماعية (البلدية) ولجنة النفايات الخطيرة، واستفاد أعضاؤها من زيارات ميدانية إلى مختلف مرافق مجال التدبير البيئي حيث تمت زيارة مصحة طبية كنموذج للوقوف على السبل التقنية والبيئية لتدبير نفاياتها الطبية والتخلص الآمن منها وكيفية تخزينها ومعالجتها فيزيائيا وكيميائيا.

وزارت اللجنة المختصة في النفايات الجماعية بعض مراكز التخلص من النفايات ووقفت على آخر المستجدات والتجارب النموذجية في الموضوع.

أما اللجنة الخاصة بقطاع الماء المشكلة من نخبة مؤهلة من المهندسين المختصين بالمغرب فقد استفادت من برنامج مكثف اشتمل على زيارات ميدانية لشركات واعدة في مجال التدبير المائي كشركة سيبا.

وعلى الصعيد نفسه، تدارس الطرفان إمكانية تحديد الاحتياجات العلمية للتكوين في مجال صيانة التجهيزات في أفق تهيئة برنامج تكويني للأطر المغربية المعنية بالقطاع من خلال برنامج التعاون التقني الألماني.

وزار الوفد المغربي كذلك نماذج من مواقع تدبير الموارد المائية من مرافق الماء الصالح للشرب ومحطة معالجة المياه المستعملة ومحطة تدبير سد نهر فوركن من الفيضانات والتوحل والسيول واطلع على سبل التسيير الرشيد لهذه المرافق بمدن مختلفة كفوزن وانكولسطاد وغيرهما.

وطرح ممثل برنامج التعاون التقني الألماني (جي تي زد) في مراكش ميكشي شيغفرايد إمكانية تبادل الخبرات والتجارب بنقل الخبرة الألمانية في تدبير الموارد المائية بالمغرب من خلال تأهيل المغاربة عبر برنامج تكويني طموح حول اقتصادات المياه المستدامة.

وتأتي مشاركة الوفد المغربي بمبادرة ودعم “جي تي زد” والتعاون التقني المغربي الألماني في معرض ايفات 2008 بميونيخ في نفس السياق .

واطلع الوفد على كيفية معالجة الماء الشروب بمدن ألمانية بدءا من التحصيل إلى المعالجة مرورا بالتخزين والتوزيع..

وأفاد شيغفرايد ان استفادة المشاركين من العروض النظرية والتطبيقية المبرمجة على مستوى المناطق المحمية للموارد المائية بعدة مدن ألمانية وكيفية ضبط مواقع الحماية والمنع ومراقبة الاستعمالات،ساهمت جلها في تعزيز قدراتهم التأهيلية لتدبير أهم مرفق حيوي على مستوى الموارد الطبيعية.

يذكر أن معرض ايفات 2008 ينظم على المستوى العالمي كل ثلاث سنوات محققا هذه السنة بعده العالمي بعدد 2560 عارضا قادمين من 36 دولة وبـ120 الف زائر من أصل 166 دولة.

وسيكون المعرض في سبتمبر/ايلول القادم في شنغهاي في الصين هو المعرض الثالث الذي يقام في آسيا.

للاطلاع على المقال بمجلة البيئة والتنمية اضغط هنا 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!