محمد التفراوتي : تشهد جل المدن الحضرية زيادة سريعة في حجم وتنويع منتجات النفايات الصلبة، نتيجة النمو الاقتصادي والحضاري والتصنيع وأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة ، مما يخلف آثارا عالمية خطيرة على الموارد الطبيعية والبيئية والصحة العامة والاقتصاديات المحلية وظروف العيش.
وتنفق عادة البلديات في البلدان النامية بين 20 و 50 من ميزانياتها لإدارة النفايات الصلبة. في حين أن بعض هذه البلدان يبتلع ما يرنو من 80 حتي 90 في المائة من ميزانية إدارة النفايات الصلبة ….
ويعد تدبير النفايات الصلبة مجالا واعدا للاستثمار، لانعكاساته الإيجابية على البيئة والاقتصاد و لكونه يساهم في تطوير الأنشطة المرتبطة بالتدوير والتثمين…
وتشكل المراصد الجهوية للبيئة والتنمية المستدامة المحدثة بعموم مناطق المغرب أداة مرجعية لرصد وتتبع الحالة البيئية لمطارح النفايات ومجال تدبيرها بالجهة قصد مساعدة المتدخلين الجهويين على اتخاذ القرارات في مجالات البيئة والتنمية.
ولاحتواء الاشكالات المطروحة في القطاع وجب صياغة سياسات وترتيبات مؤسساتية مناسبة ، ومنهج فعال لإدارة النفايات للمجتمعات المحلية والتغلب على التحديات في مجال الصحة و البيئة ، ومراجعة الخدمات والبنية التحتية المعتمدة…
ويتطلب تدبير التفايات الصلبة التعاون الوثيق بين مختلف أصحاب المصلحة — حكومات ومجتمع مدني وقطاع خاص وسلطات محلية ومنظومة الأمم المتحدة وفق تعاون وثيق تطوير للشراكات ، وتبادل للتجارب ونقل للتكنولوجيا المتطورة عبر إشراك القطاع الخاص في تقديم خدمات إدارة النفايات والاستثمار في البنية التحتية.
وفي نفس السياق عملت لجنة تتألف من عدة فعاليات معنية بالقطاع بولاية أكادير ومع دول أخرى متوسطية من قبيل تونس و فرنسا وإسبانيا ، على ترتيب مشروع إحداث شبكة عمل متوسطية تعنى بتدبير النفايات .
وتدارس المشاركون خلال هذه الجلسة التحضيرية الاتفاق على الخطوط العريضة لميثاق الشبكة التي سيعلن عن إحداثها رسميا على هامش لقاء الأعضاء المؤسسين للشبكة ضمن فعاليات ورشة تكوينة، تم إقتراحها من طرف ممثلين عن الولاية ولجنة البيئة وبلدية أكادير ومرصد البيئة، حول تدبيرمكبات النفايات المنزلية وما شابهها ..
ويذكر أن هذه المبادرة تستمد مرجعيتها من خلال الملتقى الدولي الأول حول النفايات والتنمية المستديمة “GDSDD’08” بتونس في شهر مارس 2008 والملتقى الدولي الثاني حول المياه والنفايات والتنمية المستديمة “E3D 2010” بمصر في شهر مارس 2010 والملتقى الدولي الثالث حول المياه والنفايات والتنمية المستديمة “E3D 2012” بالتعاون مع شركة “RIEGONOR” بمدينة القنيطرة وجمعية الإبداع والتكنولوجيا بتونس والجامعة الفرنكوفونية “SENGHOR” بمدينة الإسكندرية بمصر ومدرستي المناجم بمدينة “سانتتيان” ومدينة “آلاس”، الذي احتضنته مدينة أكادير من 21 إلى 24 مارس حيث حضره حوالي 160 مشاركا من 22 عشرة دولة صديقة وشقيقة.