آمال المحافظة على المناطق الرطبة مجهضة بفعل التغيرات المناخية

محمد التفراوتي28 نوفمبر 2024آخر تحديث :
آمال المحافظة على المناطق الرطبة مجهضة بفعل التغيرات المناخية
آفاق بيئية: محمد التفراوتي
انعقد بكلية الطب والصيدلة بأكادير أشغال المؤتمر الدولي التاسع حول “الطيور المائية والأراضي الرطبة في منطقة حوض المتوسط” خلال اليومين 27\28 نونبر 2024. أستهل الدكتور محمد الداكي الملتقى  بإلقاء عرض افتتاحي تحدث من خلاله عن حماية النظم البيئية التي تستهدف أنواع من القيم تتجلى أهمها في قيمة “التراث”. والكائنات الحية المحمية،  لقيمتها الجوهرية،  بكل من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، مبرزا الوظائف المضادة للطبيعة التي تضمن استدامة النظم البيئية وكذا خدمات النظام البيئي كموارد مجانية تشكل أساس حياة الإنسان.
وتناول الدكتور الداكي السمات المميزة لمناطق الرطبة في  شمال أفريقيا و المحيط الأطلسي و خصائصها الهيدرولوجية والحرارية. مشيرا إلى مظاهر الفيضانات والطقس الشتوي البارد والإجهاد الهيدرولوجي في الصيف والاستقرار النسبي للموائل في أوائل الربيع.
وذكر الذاكي بالخصائص الجيوكيميائية المتمثلة في تمعدن القوي للمياه ووفرة الأراضي الرطبة المالحة. والاتجاه العام نحو التخثث (l’eutrophisation ) وهي العملية التي يحدث من خلالها النمو المفرط لكل من الطحالب الضارة وللنباتات في تفاعل متسلسل مع النظم البيئية المائية.
واستعرض الدكتور الداكي حالات الجفاف المتكررة و الإجهاد الهيدرولوجي الشتوي، وعدم انتظام التساقطات المطرية. والظروف البيئية غير المستقرة و غير المتوقعة. وحالة خصوصية العزلة على مستوى شمال أفريقيا و الحواجز البحرية  بالمتوسط ​​والأطلسي. وجانب الحاجز المناخي  للصحراء. إضافة إلى العزلة على نطاق النظام البيئي والمتمثلة في الحواجز الجغرافية و الحواجز البيئية . والنمو السكاني الأخير  وما تلاه من النمو في احتياجات المياه المنزلية. و الخيارات الاقتصادية لمستهلكي المياه. و قانون التنوع البيولوجي مستبعد من إجراءات مكافحة آثار الجفاف في فصلي الشتاء والربيع، وبات دائما من سنتين إلى أربع سنوات متتالية ومتكررة، مع تساقط كميات خفيفة من الأمطار.مما يعوق وظائف تغذية طبقات المياه الجوفية في السهول، وتجديد التربة.
وأسهب الدكتور الداكي بالشرح والتحليل عن حالات الجفاف والاختلالات الهيدرولوجية المباشرة.  واستمرار سطوع الشمس بشكل قوي وطويل الأمد. مما يسخن المياه الراكدة. ويحدث التبخر الشديد، الذي تفاقم بسبب فقدان الغطاء النباتي على ضفاف الأنهار.
وعلى مستوى الاختلالات البيئية الغير المباشرة، ذكر الدكتور الداكي بالعواقب البيئية التي تظهر في  الجفاف الجزئي أو الكلي للنظم البيئية. وانخفاض حجم المياه، مشيرا إلى العزلة القروية والتوسع الحضري.

وأضاف الدكتور الداكي أن هناك آثار طويلة المدى تتجلى في أزمة التوسع الحضري والضغط على المياه كأولوية للشرب والزراعة. وفقدان الموائل التراثية و الإجهاد هيدرولوجي واسع النطاق.
ويتزايد حجم تلوث مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية الممتد في اتجاه مجرى الوديان. ثم دور الصناعات استجابة للبطالة والتلوث الكيميائي المختلف، وبالتالي يطال تأثير الأزمات الاجتماعية  المتضخم على الأزمات البيئية. وحدد الدكتور الداكي الآثار طويلة المدى
المتمثلة في الاستغلال المفرط للموارد النباتية في الغابة.  وتآكل التربة والفيضانات العنيفة في الأراضي الرطبة التي أصبحت ملجأً للماشية والأغنام والخيول وغيرها.
وأوصى الداكي خلال عرضه، بتطوير وتعزيز التدريب الجامعي في مجال الهندسة البيئية، خاصة في المناطق المحمية، بما في ذلك وحدات الإدارية. والترويج، كجزء من الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، لأنظمة المعلومات حول المناطق الحضرية والتنوع البيولوجي بشكل عام. ثم تعزيز نشر الوثائق العلمية والتقنية حول جرد وتدبير المناطق الصحية والمساحات الطبيعية بشكل عام. و تشجيع، على مستوى سياسي رفيع، الأقسام الجامعية التقنية وعمليات التعاون بين الجامعة والمنظمات غير الحكومية، مع إنشاء هيكل تنسيق بين الإدارات المسؤولة عن إدارة المناطق الرطبة.
والعمل على دمج التنوع البيولوجي في البحث وتنفيذ الحلول لمكافحة آثار الجفاف.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!