البحيرتان المعروفتان ايسلي و تسليت بايملشيل كانتا نتيجة سقوط نيزك منذ 40000 سنة تقريبا
علماء الارض بجامعة ابن زهر يكشفون عن اسرر البحيرتين الجميلتين ايسلي و تسلي
محمد التفراوتي
في عمق الأطلس الكبير وفي تقاطع بين الأطلس الكبير الشرقي والغربي تتواجد بحيرتين جميلتين بناحية ايملشيل بإقليم الراشيدية جنوب شرق المغرب . حامت حولهما روايات شفوية عديدة ،مند قرون خلت، عن سبب تكونهما ، ليأتي فريق من العلماء بجامعة ابن زهر بأكادير جنوب المغرب حاليا ليؤكد بعد عدة أبحاث أن البحيرتين “إيسلي” التي تبعد عن شمال املشيل ب 8 كلم ” و “تسليت” التي توجد على بعد 10 كلم شمال شرق “املشيل” ، هما فوهتين نيزكيتين نتجتا اثر سقوط نيزكين منذ 40 الف سنة تقريبا و بالتالي فهي أول فوهة نيزكية مكتشفة بالمغرب .
قطر الحفرة ايسلي هو 1500 م و قطر الحفرة تيسليت هو 1000م و عمقهما على التوالي 75م و 26 م.
تم الاكتشاف صدفة بفضل زيارة شخص يدعى “حسن” الى المختبر قصد الحصول على الخبرة لصخرة من حديد وجدت بالقرب من البحيرة مخبرا بوجود صخور أخرى مماثلة في المنطقة ، حينها ادرك الدكتور عبد الرحمان ابهي الخبير في علم النيازك انها ليست فقط نيزك حديدي و لكن هاتين البحيرتين قد تكونا فوهة نيزكيه.
وأكدت بعض ساكنة الدواوير “اڭودال” و “تاسرافت” ، المجاورة للبحيرتين، للباحثين ان شظايا ال “سيديريت” وبيعت منذ شهر يوليوز الماضي. العينات كانت تتراوح اوزانها بين 1,5 كغ الى 30 كغ، وعلى الأقل قد تكون كمية 180 كغ بيعت.
وعلى إثر ذلك انطلقت أشغال التنقيب بواسطة صور بالأقمار الاصطناعية وبعين المكان من قبل بعثة للبحث الميداني بواسطة معدات حديثة و الية لكشف المعادن، ليعثر أفراد الفريق الباحث على جزيئات من النيازك محفوظة بين طبقات رسوبية (soltanien) .
وأفاد الدكتور إبهي عبد الرحمان ،خلال ندوة صحفية، أن تاريخ هذه الظاهرة يقدر ب 40 000 سنة. عثر على بلورات من الكوارتز المصدومة و المريشات الصخرية و أشكال أخرى كلها تفسر بأنها كانت نتيجة تأثير ضربة نيزكية.
و بناء على النتائج المستخلصة من الدراسات في الموقع المذكور و بالمختبر يستنتج بأن البنية او الاشكال الدائرية الموجودة كانت نتيجة سقوط نيزك يقدر قطره ب 120 م.
وأكد الدكتور ابهي عبد الرحمان ان هذا الحدث الكوني فجر طاقة أكبر من تلك المنبعثة من مجموعة من القنابل النووية مما أدى الى تأثر المناخ الحيواني و النباتي بكل المنطقة في تلك الحقبة .وجود هذه الحفرة المزدوجة يمكن شرحه بانقسام النيزك بدخوله للغلاف الجوي إلى جزئين كبيرين موجهين في مسار الشهاب المتفجر،نفس الظاهرة لوحظت في الثلاث الحفر المزدوجة المرصودة في العالم: كندا، العربية السعودية و ليبيا.
بشار إلى أنه تم برمجت بعثة اخرى مكونة من باحثين مغاربة و ايطاليين في الموضوع في اطار شراكة بين المختبرين لرصد تأثير سقوط النيزك على هذه المنطقة و امكانية وجود مقلع من النيكل.
يذكر أنه لحدود الآن عثر العلماء 160 على آثار حفرة لقصف نيزكي في العالم معظمها بالمناطق المعتدلة (اوروبا و كندا) .
وأكد الدكتور حسن نشيط عن فريق البحث أن البحيرتين لهما قيمة علمية و سياحية كبيرة والآن سيكونا لهما وقع إقتصادي وإجتماعي على المنطقة مما يستوجب مراعاة هذه المنطقة من قبل الباحثين و المسؤولين في الميدان السياحي لجلب اكبر عدد من الزوار.وثمن الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر عمل الباحثين ومجهوداتهم التي صنفت مختبرات الجامعة في مصاف الدول الرائدة في البحث العلمي .ووعد برصد ميزانية تيسر سبل البحث والتنقيب عن شضايا مماثلة في مختلف المناطق موضوع البحث بالمغرب. في أفق إعداد متحف لهذه الشظايا الوافدة من الفضاء الخارجي. خصوصا وأن نصف النيازك القادمة من كوكب المريخ والقمر والمعروفة عبر العالم يكون مصدرها المغرب.وذكر رئيس الجامعة بأن جامعة إبن زهر بأكادير أصدرت 20 مؤلفا علميا في سنة 2012
للتذكير، تعتبر بحيرة “اسلي “جزء من المجال الجغرافي التابع لقبيلة آيت ابراهيم، وتقع على ارتفاع 2270 مترا، وهي بحيرة مغلقة تحيط بها مراعي خصبة ومأوى عدة أنواع من الأسماك والطيور، رغم قلتها، مثل الغطاس والبط البري. أما بحيرة تسليت فهي جزء من المجال الجغرافي لقبيلة أيت يعزة تقع على ارتفاع 2252 مترا وهي بحيرة مفتوحة تغدي واد أسيف ملول، وهي الأخرى مأوى لبعض الحيوانات والطيور.
ملحمة “قيس وليلى” أمازيغية
تقول الأسطورة أن مياه بحيرتي “إسلي وتيسليت” في إميلشيل بإقليم الراشيدية عبارة عن دموع عاشقين بقبائل أيت حديدو لكون القبيلتين التي ينتميان إليهما المحبين متعاديتين مما حال دون ارتباطهما
لتذهب الرواية الشفوية الاسطورية الاولى إلى أن العاشقين رميا بنفسيهما البحيرة السميتين بالامازيغية إسلي يعني العريس تيسليت أي العروس.في حين تحكي الرواية الثانية أن البحيرتن امتلأتا بدموع العاشقين. لكن الرواية الثالثة روت أن بالعشيقين انتحرا ليطلق اسمي “إسلي وتسليت” على البحيرتين.
وتبعا لهذه المأساة تعهدت قبائل قبائل أيت حديدو تيسر ارتباط العشاق عبر زواج جماعي موسمي ” موسم الخطوبة او اكدود ن سيدي حماد المغني ” يعد ملتقى لقبائل المنطقة وموسم الزواج يعقد خلاله قران المتزوجين كما أن الموسم يكون فرصة لا تعوض لشباب المنطقة الرحل والهائمين في الجبال طيلة السنة للالتقاء والتعارف والتقرب من بعضهم بهدف العثور على شريك الحياة وعقد القران الموسم القادم .