رعب معالجة النفايات الطبية
وحيد مبارك : ليست العاصمة الاقتصادية وحدها التي أضحى التنفس فيها أمرا شاقا، والتي يوجد هواؤها في وضعية غير صحية للبته، بفعل التلوث الذي طاله من المصانع ومن عوادم وسائل النقل المختلفة .. وغيرها من الملوثات، بل انتقلت العدوى لتصيب ضواحيها التي كانت إلى وقت قريب تعتبر الرئة التي يتنفس بها سكانها وزوارها، وتمنح جرعة من الأوكسجين النقي لسكان الدارالبيضاء، إذ تم الإجهاز على بيئتها هي الأخرى من خلال إنشاء وحدات صناعية، تحتضن أنشطة صناعية مختلفة ومتعددة، منها من تتوفر فيه معايير ومواصفات قانونية لحماية البيئة، ومنها من يفتقد لكل شيء، معرضا البيئة والسكان وكل المخلوقات الحية بتلك الرقعة الجغرافية والمجاورة لها للأذى المادي والمعنوي، منه ما يتم تصريفه عبر الهواء، ومنه ما يتغلغل في باطن الأرض ويمتزج مع مكونات الفرشة المائية. أذى/ضرر قد يكون ملموسا، وقد يكون مستترا، قد يحس به المحيطون به وقد لايشعرون بأدنى تفاصيله.
منطقة بوسكورة، هي واحدة من هذه المناطق التي انتشرت فيها الوحدات الصناعية والإنتاجية كما ينتشر الفطر العشوائي، وذلك منذ سنين، وهي التي كان بعضها مثار انتقادات لم ترق إلى الاحتجاج، لكن إحداث وحدة لمعالجة النفايات الطبية قبل مدة، و«نفثها» لروائح كريهة، رافقتها أعراض مرضية، دفع بعدد من المواطنين والمستخدمين بالمنطقة إلى دق ناقوس الخطر، وإعلان ثورتهم ضد هذا «المختبر» الذي اعتبروه جحيما أقيم بينهم لن يجر عليهم وعلى بيئتهم سوى الويلات، في وقت تشهر فيه الشركة ورقة براءتها، التي وحدهم الخبراء القادرون على تبرئة ذمتها بالفعل أو إدانة أنشطتها، علما بأن الخاص والعام أمكن له أن يعاين، يشم ويحس بأعراض غير طبيعية عبر هواء بوسكورة الذين يعتبرونه تلوثَ ماديا ومعنويا.
رغم أن يوم انتقالنا إلى بوسكورة كان هو يوم السبت والذي من المفترض أن يكون يوما للعطلة وبدون عمل، كما أنه وعلى الرغم من أن عقارب الساعة كانت تقارب الثانية عشرة ظهرا، إلا أننا وجدنا جموعا من المواطنين والمهنيين بهذه المنطقة يترقبون زيارتنا يوم السبت الأخير، الذين بمجرد أن قدمنا لهم التحية، حتى شرعوا في التعبير عن الاحتجاج والسخط، وكل واحد منهم يستفيض في شرح تفاصيل المعاناة والضرر المادي والمعنوي الذي لحقه، جراء قيام إحدى الشركات بداخل أحد «الهنكارات» بالمنطقة بعملية معالجة النفايات الطبية، معتبرين أن عملية حرقها أدت إلى انتشار رائحة كريهة لاتطاق، وأحدثت ضررا على الأعين، الحلق، الجهاز التنفسي، وتسببت للعديد منهم في الإصابة بالحمى والقشعريرة، وهي الرائحة التي تصدر ليل نهار ودونما توقف، مشددين على أن بوسكورة ستحل بها كارثة بيئية في حال ما استمرت الشركة في نشاطها، متسائلين عن الجهة التي رخصت بمزاولة نشاط ضار بهم وببيئتهم؟
ضرر في كل مكان
منذ عام وأكثر وأنا لا أعرف لهذه الرائحة مصدرا، سيما وأنها لم تكن بالحدة التي أصبحت عليها حاليا، يقول “الحاج” وهو احد سكان المنطقة، فأنا كنت أجلس بحديقة منزلي لارتاح قليلا، أقرأ الكتب والجرائد، أرتشف كأس شاي، إلا أن هذه اللحظة الحميمية في حياتي وهذه الخلوة، أصبحت محظورة، ولم أعد أقوى على ذلك نتيجة للرائحة المنبعثة من جنبات “هنكار” شركة “اتيسا”، واليوم أصبحت الحياة داخل جدران المنزل وبالمنطقة كلها أمرا مستحيلا بعدما تعاظمت، حيث علمنا أن انخفاض مستوى الرائحة كان نتيجة للعمل السري داخل «الهنكار»، لكن اليوم وبعدما حصلت هذه الشركة على ترخيص من الجماعة الحضرية لبوسكورة، فقد رفعت من وتيرة نشاطها غير مهتمة بأي كان!
“مصطفى . ج” من مواليد سنة 1990 مستخدم بشركة مجاورة ذات صيت عالمي، يحكي كونه سقط مريضا خلال شهر رمضان، عندما اخترقت الرائحة النفاذة والكريهة خياشيمه بينما كان يمارس عمله المعتاد، عبر ترتيب وجمع المخلفات في “المصنع” و ب”الشركة”، “جاوني لحلاقم ومرضت بالسخانة بذيك الريحة، أنا كنخدم على برّا وشميتها وهي تهلكني، شحال وانا مريض ودابا كنحس بشي حاجة ماشي هي هاذيك”؟
“سعيد . س” وهو من مواليد سنة 1967 هو الآخر مستخدم بنفس الشركة، استفاض بدوره في استعراض الأضرار التي لحقته نتيجة للرائحة الكريهة التي أجمع كل من التقتهم “الاتحاد الاشتراكي” على نعتها برائحة تشبه “الجيفة”، بل إن منهم من لم يستبعد أن يكون القائمون على “أتيسا” يقومون بحرق الأعضاء البشرية المتخلى عنها، والدماء الناتجة عن تصفية الكلي، وأشياء أخرى بات بإمكان كل مواطن/متضرر أن يتخيلها في تشبيه هتشكوكي مماثل لسيناريوهات أفلام الرعب الدموية.
تواجدنا أمام مدخل شركة “كابيليك ليوني” دفع بالكثير من المستخدمين إلى الخروج للتعبير عن امتعاضهم وعن الرعب الذي يعيشونه خوفا من تداعيات صحية سلبية عليهم، داعين إلى وقف نشاط الشركة، مؤكدين على أن 2000 مستخدم هم عرضة لأنواع شتى من الأمراض المعلومة والمجهولة، وعلى نفس المنوال سار حراس للأمن الخاص، الذين شددوا على أن الروائح الكريهة تنبعث ليل نهار وعلى مدار الأسبوع بما في ذلك السبت والأحد، بمعنى أن وتيرة العمل متواصلة داخل المخزن المذكور بكيفية غير طبيعية، يقول بعضهم.
تشخيص اتفق عليه آخرون بمصنع للآجور، أرباب محلات تجارية وقاطنون، الذين منهم من حزموا حقائبهم وغادروا بوسكورة صوب مكان آخر وإن كان بدوره ملوثا ، لكنه على الأقل أرحم من رائحة نتنة لم يقو أحد ببوسكورة على استنشاقها، كيف لا وهي التي تنتشر عبر الهواء لتصل إلى غاية محطة البنزين البعيدة عن المكان، يقول صاحبها، لتتجاوزها هي الأخرى إلى الأمام في حلقة عامة للتلويث!
داخل «مصنع» الدم
المعطيات والشكايات التي وردت على ألسن المتضررين دفعتنا إلى الانتقال إلى داخل بناية بمجرد النفاذ من بابها يمكن الاطلاع على عدد من «الهنكارات» المصطفة الواحد إلى جانب الآخر، وضمنها “الهنكار”‘ الذي تستغله شركة “اتيسا” في معالجة النفايات الطبية، وأثناء توجهنا صوبه، بدأنا نشم رائحة غريبة شيئا فشيئا، وكلما اقتربنا من “الهنكار” كلما زادت حدتها لدرجة يحس معها الإنسان بالفعل بغصة في حلقه وبمرارة كريهة، إلا أنه ورغم نتانتها فواجبنا المهني حتّم علينا طرق أبواب الشركة لنقل مايقع بداخلها، وإن حاول “عزالدين الوفيق” المسؤول عن هذه الوحدة ، التخفيف من حدتها بتشبيهها بالرائحة التي تحتضنها المستشفيات، لكن واقع الأشياء كذب ذلك لكونها كانت بعيدة عنها كل البعد؟
مسؤول الاستغلال بالشركة الاسبانية صرّح ل “الاتحاد الاشتراكي” بأن الشركة التي يشتغل بها معروفة عالميا ولها نفس النشاط بإسبانيا، البرتغال، تركيا … وتشتغل بالمواصفات التقنية الدولية والمحلية، عبر تعقيم النفايات الطبية حتى لاتبقى فيها بشكل نهائي الجراثيم والميكروبات والبكتيريات ، وكل الكائنات الصغيرة المضرة بالإنسان، مضيفا بأنه يسهر بشكل شخصي على عملية تعقيم النفايات الطبية. وعن سؤالنا حول المعايير العلمية والمهنية، سواء تقنيا أو صحيا، والتي يجب أن يتوفر عليها أي مسؤول للقيام بهذه المهمة، أجاب “عزالدين” بأنه مهندس في البيئة، قبل أن يستطرد بأنه مهندس في الميكانيك أولا ، عند استفسارنا عن المؤسسة التي حصل منها على دبلوم التخصص في البيئة، حاصل على دبلوم من “المدرسة العليا للكهرباء والميكانيك” بطريق الجديدة وآخر من مؤسسة “إف إس تي” بالمحمدية.
وحدة بوسكورة، صرح المسؤول ذاته بأنها افتتحت منذ حوالي 16 يوما، معتبرا أن العمل يرتكز على معالجة كل الوسائل التي لها علاقة بالمريض التي وجب تعقيمها، إذ بمجرد وصولها على متن شاحنات مكيفة من المستشفيات يتم تعقيمها عن طريق بخار الماء “الاوتوكلافاج”، في درجة حرارة تتراوح ما بين 130 و 140 درجة مئوية، لمدة تتراوح ما بين 15 و 20 دقيقة، نافيا أنه يتم حرقها، ثم يتم تكسيرها وتفتيتها حتى تتلف معالمها وتصبح شبيهة للنفايات المنزلية، حيث يتم نقلها عبر شاحنة تابعة لشركة “سيطا” مخصصة لهذه الغاية للتخلص منها في المطارح العمومية.
وعن الرائحة الكريهة التي اشتكى منها الجميع، أرجع المسؤول ذاته ذلك إلى أن العمل شرع فيه حديثا بهذه الوحدة وبالتالي كان هناك مشكل تقني في المعادلات/المعايير، وهي التي أدت إلى إصدار تلك الروائح المركزة التي اعتبرها غير مضرة، مشيرا إلى أن هذا المشكل قد تم حله؟
ملاحظات ووقائع
جولتنا داخل “هنكار” النفايات الطبية حوالي الواحدة ظهرا عاينت “الاتحاد الاشتراكي” خلالها تواجد مستخدمين، وأول ملاحظة لافتة للانتباه هي كونهم لايرتدون وزرات للعمل، ولايضعون واقيات للتنفس «كمامات»، أو نظارات على أعينهم، ويكتفون بقفازات وأحذية مطاطية “البوط”، وفضلا عن الروائح النتنة فقد تم الوقوف على انتشار بقع على أرضية “الهنكار” هي خليط من الماء والدم، غير معروف الوجهة التي يتم تصريفها فيها وأي تأثير لذلك على الفرشة المائية وعلى الآبار المتواجدة بالمنطقة، هذا في الوقت الذي انتشرت فيه صناديق النفايات الطبية، إلى جانب “حاويات” صغيرة تضم مخلفات طبية واضحة للعيان وأكياس بلاستيكية بيضاء يجهل مابداخلها.
وعكس تصريح مسؤول الشركة بكون الحمولة التي ترد إلى “الهنكار” تعقم خلال اليوم نفسه، فقد تم الوقوف على تواجد صناديق أخرى مخزنة بداخل غرفة مملوءة بالنفايات داخل أكياس بلاستيكية حمراء، قيل لنا إن هذه الغرفة خاصة بالتبريد، بينما لم نتمكن من الاطلاع على التراخيص القانونية التي قال المسؤول ذاته الذي يجهل مساحة “الهنكار” بأن الشركة قد تسلمتها من طرف وزارة الصحة والبيئة والجماعة والوقاية المدنية .. حسب تعبيره، وأشار إلى أنها توجد بالمقر الاجتماعي للشركة بمنطقة أخرى!؟
من جهة أخرى يترقب سكان بوسكورة النتائج التي خلصت إليها اللجنة المختلطة التي قامت بزيارة إلى مستودع الشركة يوم الخميس 6 شتنبر الجاري، سيما أن الرخصة سلمت في 23 يوليوز من طرف الجماعة الحضرية لبوسكورة، وتحمل تأشيرة العامل في 10 غشت، والتي تتضمن بندا يشير إلى أنها قابلة للإلغاء في حال عدم احترام القوانين الجاري بها العمل بعد مرور3 أشهر من تاريخ استلام الرخصة، مؤكدين على أنه لم تتم استشارتهم ولم يتم إشعارهم بعزم الشركة استغلال «الهنكار» بالمنطقة وذلك لإبداء آرائهم ضمن خانة المنافع والمضار المعمول بها في هذا الصدد؟!
النفايات الطبية .. الأضرار .. التعقيم
تعد النفايات الطبية مشكلة تواجه العاملين في الحقل الطبي، نظرا لمخاطر تلك النفايات والتي يتطلب التعامل معها طرقا خاصة لمنع العدوى ولتجنب آثارها الخطيرة على الإنسان والبيئة، والتي لاتقتصر على العاملين بالقطاع الصحي بكافة فئاته المختلفة من أطباء وممرضين ومستخدمين بالمستشفيات، بل قد تمتد لتشمل باقي أفراد المجتمع الذين قد يتعرضون لهذه النفايات أو لآثارها. والنفايات الطبية هي النفايات التي تنتج عن الأنشطة الطبية والتي تتكون كليا أو جزئيا من أنسجة بشرية أو حيوانية، أو دماء أو سوائل الجسم وإفرازاته، وكذلك الأدوية والمنتجات الصيدلانية الأخرى، ومخلفات أقسام الجراحة إضافة إلى الحقن والإبر .. وغيرها من المواد الأخرى المستعملة في معالجة المرضى وخلال التدخلات الطبية الجراحية وغيرها.
تتطلب معالجة النفايات الطبية ، بشهادة عدد من المتخصصين ، مساطر معينة تنطلق من تجميعها وتوزيعها بالمستشفيات إلى حين وصولها إلى مراكز المعالجة، وفي هذا الإطار تنبغي الإشارة إلى ضرورة استقبال النفايات من الجهة المسؤولة عن الترحيل بحضور رئيس عمليات المعالجة في الوحدة، وقبل أن تستقبل النفايات في المحطة يتوجب على رئيس عمليات المعالجة أن يزن تلك النفايات ويفحصها بدقة ( نوعها والأسلوب الذي جمعت به وفيما إذا كان هناك تسرب ، الخ) كما يتوجب أن يتم التحقيق من المعلومات الواردة في سجلات الجهة المسؤولة عن الترحيل، ثم تنقل النفايات بعد وزنها وتسجيل كميتها إلى منطقة تخزين مركزية في محطة المعالجة، بحيث يجب أن يخضع التخزين للضوابط التالية : يجب أن يتم منع حدوث أي تسرب من أكياس النفايات، أو ثقب تلك الأكياس أثناء نقلها من وإلى منطقة التخزين المركزية يجب أن تخزن النفايات الطبية في منطقة مغلقة وباردة ريثما يتم معالجتها يجب أن يكون موقع مكان التخزين المركزي على أرض صلبة لاتنفذ منها المواد ومجهزة لتصريف المياه، كذلك ينبغي أن تكون بمنأى عن الحيوانات الشاردة وإمكانية انتشار القوارض والحشرات يجب أن تكون منطقة التخزين منفصلة عن مكان تخزين النفايات الأخرى يجب أن توفر في منطقة التخزين المركزي مغاسل لاستعمالها من طرف عمال المعالجة ، كذلك ينبغي أن تتوفر تجهيزات الحماية اللازمة للتعامل مع حوادث الانسكاب .
ويشدد الخبراء على ضرورة معالجة محطات معالجة النفايات الطبية للنفايات الطبية بكيفية صحيحة وآمنة وسليمة بيئياً، وذلك تحت إشراف رئيس عمليات المعالجة في المحطة ، الذي يجب أن يكون خبيرا في هذا الباب ويتم التعقيم إما من خلال «الترميد» أو بتقنية “الاتوكلاف”، وألا يتم خلط النفايات الطبية مع أنواع أخرى من النفايات أثناء المعالجة، ويتطلب «الترميد» درجات حرارة عالية أثناء عملية الحرق ( درجات حرارة تزيد عن 1000 درجة مئوية )، وينبغي أن تكون المرمدات مصممة بحيث يمكن التحكم في الانبعاثات الغازية الخطيرة تبعاً لما تفرضه القوانين والتشريعات البيئية السارية، في حين لاينبغي أن تستخدم طريقة التعقيم بالبخار ( الأوتوكلاف ) لمعالجة النفايات الإنتانية الملوثة بملوثات سامة أو إشعاعية، وذلك لاحتمال انبعاث غازات سامة أثناء هذه العملية، وبعد الانتهاء من عملية المعالجة ينبغي التخلص من النفايات الطبية بطريقة لا تعرض صحة الإنسان أو سلامة البيئة إلى أي أخطار إضافية.
إضافة إلى ما سبق، فإن العاملين بمحطات المعالجة يجب أن يتوفروا على وسائل العمل الضرورية، وفقا لما يشير إليه دليل وزارة الصحة في هذا الإطار، من قبيل الحمامات، الملابس المناسبة، الوزرات، النظارات، الكمامات الواقية، تلقيح العاملين خاصة ضد التهاب الكبد الفيروسي من صنف باء، الخضوع للفحص الطبي والتوفر على ملف صحي لكل عامل يتضمن كافة المعطيات الخاصة به والصور بالأشعة التي تخصه، وفصيلة الدم، فضلا عن مخططات وقائية للتدخل في حال وقوع حوادث، سواء عبر التعرض لوخزة غبرة أو غيرها …
5400 طن من النفايات الطبية سنويا
وقف وزير الصحة الحسين الوردي خلال جلسة الثلاثاء 10 يوليوز من السنة الجارية عند موضوع النفايات الطبية، حيث تطرق إلى القانون 00.28 المتعلق بتدبير النفايات العمومية وإتلافها الصادر في دجنبر 2006، وكذا المرسوم التطبيقي رقم 2-09-139 الذي يحدد طريقة التدبير و الإتلاف لهذه النفايات، وما يَكْتَنِفُ ملف معالجة النفايات الطبية من خصوصيات دقيقة وحساسة ترتبطُ مباشرة بسلامة البيئة وصحة الإنسان.
واعترف وزير الصحة بأنه وعلى الرغم من المجهودات المبذولة لتدبير ومعالجة النفايات الطبية في بلادنا، فإن هذا الملف لايزال يتطلب مجهودات كبيرة، حيث أن المؤسسات الاستشفائية تُنتِجُ حوالي 3 كلغ من النفايات لكل سرير يوميا، ومن بين مجموع النفايات التي تنتجها المؤسسات الصحية، أي 5400 طن سنويا، فهناك 20% تشكل خطرا على الصحة والبيئة. وبخصوص طريقة معالجة المؤسسات الصحية العمومية لنفاياتها، أشار إلى أنها تتم بإحدى الطرق التالية : «45 مستشفى عموميا عمل على تفويت هذه الخدمة إلى مؤسسات متخصصة في معالجة النفايات الطبية 26 مؤسسة صحية عملت على معالجة نفاياتها بواسطة المطاحن المعقمة Incinérateur التي تتوفر عليها بوسائلها الخاصة 07 مؤسسات تعالج نفاياتها بواسطة عملية الحرق رابعا : وهي الوضعية التي تقلق الجميع، أكد الوردي على أنه مع الأسف 30 مؤسسة استشفائية تلقي بنفاياتها بالمطارح العمومية نظرا لعدم تواجد الشركات المعالجة في هذه المناطق من جهة، ومن جهة أخرى ليست لها الإمكانيات لا لشراء المطاحن المعقمة ولا للتفويت».
الاتحاد الاشتراكي : 13 – 09 – 2012