آفاق بيئية: محمد التفراوتي
على هامش المؤتمر الدولي حول الطيور المائية والأراضي الرطبة في البحر المتوسط المنعقد من من قبل مجموعة البحث مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب ومجموعة من الشركاء، خلال اليومين 27/28 نونبر 2024. تم إجراء دردشة قصيرة مع الدكتور رحيمو الحمومي أستاذة وباحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب.
ما هي خلفية ودواعي عقد هذا المؤتمر؟
تم إطلاق أيام الطيور المائية والأراضي الرطبة في المغرب عام 1992، استجابة لدعوة مؤتمر “غرادو” لعكس الاتجاه في الأراضي الرطبة في البحر المتوسط. و تم تنظيم هذه الأيام كإجراء لدعم تنفيذ مبادرة Med Wet، وكان من المفترض أن تخلق زخما علميا للحفاظ على الأراضي الرطبة. ومنذ جلستهم الثانية، شهدوا مشاركة المنظمات غير الحكومية الكبيرة (BirdLife، GREPOM)، وفي نسختهم الخامسة، بمشاركة واسعة النطاق من البلدان المجاورة، تمكنوا من اتخاذ مستوى اجتماع البحر المتوسط حول الأراضي الرطبة. وساعدت هذه التبادلات في تحفيز الأبحاث حول الأراضي الرطبة في شمال أفريقيا وإدارتها، ولكن قبل كل شيء، في زيادة الوعي بضعفها والتحديات التي تواجه الحفاظ عليها.
المغرب بات له وضع جد معتبر في المجتمع الدولي من حيث التصنيف ” رامسار” وعلى مستوى الحفاظ على المناطق الرطبة. كيف ترون هذا التموقع بالضفة المتوسطية رغم أنه يـتطلب المزيد من الجهد أمام التحديات والاكراهات المطروحة؟
نعم عدد مواقع رامسار ارتفع في المغرب من 4 إلى 24 في عام 2005، ثم إلى 38 اليوم. الدافع وراء هذا الاهتمام المتزايد بالأراضي الرطبة في شمال أفريقيا هو ثرواتها البيئية المهمة وخدماتها القيمة، والتي تشهد تدهورا، رغم الجهود المبذولة للحفاظ عليها. وهذا يوضح الحاجة إلى إعادة النظر في هذه الجهود، لا سيما فيما يتعلق بالمناهج المستخدمة. إن السكان وصناع القرار أكثر حساسية للخسائر في خدمات النظام البيئي من قبيل تآكل التراث والامكانات. ومع ذلك، لا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه لتقييم الخسائر في خدمات النظام البيئي للأراضي الرطبة والسيطرة على العوامل التي تحكمها. ومع ذلك، لم يعد من الضروري إظهار أهمية هذه الخدمات، لا سيما في بلدان جنوب البحر المتوسط، حيث تعتبر الموارد المائية عاملا هيكليا في التنمية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو في مجال الأمن الغذائي. هذه هي الطريقة التي تتجه بها أساليب تدبير المناطق الرطبة نحو إحياء الممارسات التقليدية، التي تعتبر أكثر إيكولوجية وأكثر فعالية لدمج السكان المحليين في الإدارة والتخفيف من آثار تعدد أصحاب المصلحة القطاعيين. وسواء كان المجتمع أو الدولة، فإن الدافع وراء هذه الأخيرة هو الاستغلال أكثر بكثير من استدامة التنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي.
هل تتوقعون من المؤتمر أن يضيف لمسة نوعية لتحسين الوضع؟
المناطق الرطبة في المتوسط توفر أكثر من ذي قبل مجالا للبحث لحسن التدبير. ومن شأن هذا التحسين أن يستفيد كثيرا من التبادلات بين البلدان، وخاصة فيما يتعلق بالحلول التي تم اختبارها. ونتطلع من مخرجات هذا المؤتمر تحقيق توصيات مهمة، من حيث تحسين هذه الخدمات والحفاظ على القيم التراثية للمناطق الرطبة. وتشجيع البحث العلمي والتدبير المستدام للمناطق الرطبة والتنوع البيولوجي عامة.