مختبر دراسة البلورات والمعادن بأكادير يحسم في نوع نيزك “تكليت”

محمد التفراوتي25 ديسمبر 2021Last Update :
مختبر دراسة البلورات والمعادن بأكادير يحسم في نوع نيزك “تكليت”

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

المتحف الجامعي للنيازك يكشف سر نيزك “تيكليت” حديث السقوط 


على إثر سقوط نيزك قرب بلدة تيكليت، أثير نقاشا واسعا بين خبراء النيازك لتحديد نوع النيزك موضوع دراسة من قبل الباحث الدكتور عبد الرحمان إبهي رئيس مختبر دراسة “البلورات والمعادن”، في جامعة “ابن زهر”  بأكادير (جنوب المغرب) رئيس المتحف الجامعي. فالتشابه كبير بين الأحجار النيزكية من النوع الإنصهاري و الأحجار القمرية تستوجب البحث والنقيب في مختبرات مؤهلة ودقيقة  .
وتوصل الدكتور عبد الرحمان إبهي، الخبير في النيازك بعد المعالجة الدقيقة والخبرة العلمية بأن نيزك تيكليت هو من نوع الأوبريت الذي يأتي من حزام الكويكبات.

و شهدت ،يوم الجمعة الماضي، منطقة تيكليت ،حوالي 140 كلم جنوب شرق مدينة كلميم، ،  سقوط نيزك جديد في الجنوب الشرقي للمغرب. بتاريخ العاشر من دجنبر (حوالي الساعة الثامنة مساءا قبل صلاة العشاء بربع ساعة). وشاهد سكان المنطقة ،وفق تصريحات مختلفة ، كتلة نارية كبيرة خضراء اللون تضيء المنطقة بأكملها بعدها مباشرة سمعوا أصوات ثلاثة انفجارات متتالية وقوية مما يؤكد سقوط النيزك وتفتته إلى عدة قطع صغيرة. مباشرة بعد انتشار خبر العثور على أول أجزاء هذا النيزك، حل بالمكان أعضاء من المتحف الجامعي للنيازك بجامعة ابن زهر وعلى رأسهم الباحثان باشيخ مولود  وعلي المغاري، لمعاينة المكان وجمع المعطيات والمعلومات من خلال تحديد الإحداثيات وأخذ عينات من شظايا النيزك الجديد لإجراء التحاليل المخبرية .في اليوم الموالي ورغم صعوبة التضاريس تم العثور على عينات صغيرة تتراوح مابين الغرام الواحد إلى حدود 200 غرام.

وأجريت التحليلات الأولية في مركز البحث العلمي بكلية العلوم بأكادير فور الحصول على عينة، وأكد بذلك الباحث إبهي أن نيزك تيكليت هو حجر نيزكي من النوع الإنصهاري فاتح اللون ، يتكون أساسا من بلورات بيضاء كبيرة من نوع “إنستاتيت” (Enstatite)  غنية جدًا بالمغنيسيوم وفقيرة من الحديد مع بعض بلورات “الأوليفين” من نوع “فورستيريت” (Forsterite) فقيرة من الحديد، وسبائك الحديد والنيكل والعديد من المعادن الإضافية النادرة. وتتميز ايضا بنسيج متحطم يشهد على التاريخ المتقلب والعنيف لجسم الأب وكذلك بقوة الإصطدامات الذي يعطيها طابعا يشبه كثيرا نوع من الأحجار القمرية(Lunar feldspatic regolith breccia) . وبناءً على هذه البيانات، نستطيع أن نأكد أن هذه الصخرة يمكن تصنيفها على أنها نيزك أكوندريت من نوع “أوبريت”.
وأضاف الدكتور إبهي أن “أوبريت” سميت على اسم نيزك صغير سقط في بلدية أوبر عام 1836 جنوب شرق فرنسا، وهو حجر عموما أحادي المعدن يتكون أساسًا من بيروكسين من نوع إنستاتيت (Enstatite) الآتي من كويكب متمايز. كشفت مقارنات أطيافه مع أطياف الكويكبات عن أوجه تشابه كبيرة بين مجموعة أوبريت والكويكبات من النوع (E) والتي يُعتقد أنها تتكون من الإنستاتيت وهو نوع من أورتوبيروكسين .(MgSiO3)
وأفاد الدكتور إبهي أن هذا النوع من النيازك الذي سقط قرب بلدة تيكليت مهم جدا من الناحية العلمية، ذلك لأن “تحليله يعطينا صورة واضحة عن تكوين وتطور المجموعة الشمسية. وأن هذا النيزك يأتينا من حزام الكويكبات، وهذه الأخيرة يتراوح طولها من بضعة أمتار إلى عدة عشرات أو حتى مئات الآلاف من الكيلومترات، وتدور بين المريخ والمشتري، وتصطدم مع بعضها البعض، وتتحرر بعض القطع التي يمكن أن تتجول لفترة طويلة في الفضاء لتنهي سباقها نحو الأرض” .
وحج إلى مكان سقوط النيزك الكثير العديد من المهتمين من المدن المجاورة )كلميم، عوينة اغمان، عوينة تركز، لمسيييد، طانطان، السمارة، العيون، (…والعديد من صائدي النيازك من ضواحي الريصاني ومن كل المناطق بربوع المملكة. حيث تم العثور على شظايا النيزك متفرقة على قمم جبال منطقة
تيكليت (N 28° 23.533’ ; W 10° 22.632’) .
يشار أن المنطقة عرفت رواجا ملفتا نشطه مختلف الافراد فوق المرتفعات والجبال المحاذية للمنطقة، بحثا عن شضايا النيزك متوقع  وجودها في عين المكان على أساس أنه قمري، حيث يصل سعر الغرام الواحد منه لأكثر من 6000 درهم حسب أبناء المنطقة .
يذكر أن المتحف الجامعي لـ”النيازك”، يعد الأول على مستوى العربي والافريقي .ويضم مجموعة من النيازك تشكل قيمة علمية استثنائية وهي عبارة عن كتل مهمة وعينات بأجزاء حديثة العهد وكاملة وأمطار نيازك و شرائح و صفائح دقيقة وقطع مصقولة. ومصنفة على سبع واجهات، كما تقدم كل عينة ببطاقة خاصة تضم اسم النيزك ومكان العثور عليه وإحداثياته حسب نظام تحديد المواقع GPS وصنفه ووزنه وعدد قطعه التي تم جمعها، إضافة الى صور توضيحية للنيزك.
ويشتمل المتحف على أكثر من 100 عينة تتوزع إلى 9  في المائة من النيازك المعروضة بالمتحف، عثر عليها في براري المغرب بعدما تمت معاينة سقوطها . في حين عثر  على  91 في المائة منها مكتشفة بعد مدة من سقوطها .

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
error: Content is protected !!