آفاق بيئية : د احمد زكى ابو كنيز*
عيد البيئة لقب اطلقناه و زملائى بالاتحاد على اليوم الخامس من شهر يونيو كل عام . حيث نحتفل بهذا العيد فى تناغم تام مع ما يصدر عن برنامج الامم المتحدة للبيئة و اتفاقا مع الشعار العالمى و اقتداء بالمدينة التى يتم عقد الاحتفال العالمى الرسمى بها.
ولنعد للوراء قليلا ونضيف ربما لم يكن لدى الكثيرين حول العالم دراية باهمية و خطورة البيئة بشكل ملموس خلال الستينات و فى مطلع السبعينات من القرن الماضى ظهرت بعض المشاكل الحادة التى حدثت شمال اوربا و بعض الاماكن حول العالم دعت لعقد اجتماع تم عام 1972فى مدينة استوكهولم بالسويد حيث تم الطرح و لاول مرة فى التاريخ الانسانى قضايا البيئة على مائدة المناقشات بين خبراء وعلماء من مختلف انحاء العالم لبحث مظاهر التلوث التى بدأت تظهر فى الدول الصناعية الكبرى والناتجة عن انبعاثات المصانع وعوادم السيارات والتى تتسبب بلا شك فى الكثير من الامراض مما ازعج العلماء ودفعهم لعقد اول مؤتمر عن البيئة فى العالم .و منذ ذلك االوقت البيعيد الذى مضى عليه 48 عاماً عرف العالم ماهية البيئة و اهتم بها وادرك ضرورة حمايتها وقد تم اختيارهذا اليوم كمناسبة سنوية للاحتفال بيوم البيئة العالمى و سبب اختيار هذا اليوم بالذات هو ان الجمعية العامة للامم المتحدة قد صدقت فيه على قرار تاسيس برنامج الامم المتحدة للبيئة والذى يتولى تقديم الدعم بأشكاله المختلفة لمختلف دول العالم و بصفة خاصة الفقيرة منها للمساعده على تنفيذ و انشطة من تؤدى الى حماية البيئه .
و فى هذا العام ياتى الاتحتفال بشعار حماية التنوع البيولوجى ضرورة و ذلك لوجود أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات تواجه خطر الانقراض، لهذا كان لابد من التركيز على هذا الهدف و لا يوجد وقت أكثر أهمية للتركيز على مسألة حماية التنوع البيولوجي من هذا الوقت.
لذا فمن الطبيعى ان يكون لدينا طموح كبير للعمل على معالجة هذه الأزمة التى تهدد انواع من الكائنات الحية و اتصور ان لدينا فرصة كاملة لو احسنا استغلالها لإدماج حلول غير تقليدية تتكىء على الطبيعة فى المقام الاول مع تسريع وتضخيم و تفعيل دوروالمجتمعات المحلية و المنظمات الاهلية والحكومات على المستوى الدولى و الحشد بغرض اتخاذ تدابير و إجراءات فاعلة لمجابهة التحديات البيئية الحرجة التي تواجه كوكبنا الذى نحيا فيه .
و يأتى الاحتفال هذا العام و يعانى العالم من مشكلة كبيرة و هى انتشار فيروس الكورنا الذى بدأ انطلاقته الاولى من الصين ووصل الى جميع دول العالم و مع الاسف لم تأخذ دول العالم الاحتياطات الواجب لحصار المرض فى موطنه الاصلى و منع خروجه منه و ذلك يرجع الى عدم وجود ارادة دولية منذ بداية الازمة وعدم ادارتها ادارة رشيدة , و الان نتابع تبادل اتهام بين عدة دول, عن هذه الكارثة. اتصور انه يجب ان تتم ادراة الازمة ادارة صحيحة وسليمة وصارمة و على نفس المستوى فى جميع دول العالم , و ان يتوقف السباق او التسابق الى تحويل هذه الازمة الكونية الى مكسب مادى من خلال الاسراع بانتاج الترياق اللازم للقضاء على المرض اللعين. لابد ان يتحول هذا التسابق الى التعاون حتى نخرج من هذه الورطة. بالاضافة الى ما سيترتب عليها من تباطىء نمو الاقتصاد العالمى و حدوث هزات اقتصادية عنيفة للعديد من الدول سواء الغنية او الفقيرة.
و هناك تقارير عن وقوع اكثر من ثمانيين مليون طفل هذا العام فى ربقة الجوع غالبيتهم فى منطقة جنوب الصحراء , و يضاف اليها معناة الكثير من الشعوب من الحروب الاهلية او التمييز العرقى,
نحتفل بهذه المناسبة فى ظل كل ما سبق من آلام و نتأمل فى المستقبل القريب ان تتراجع الكورونا فى ظل ادارة عالمية موحدة و ان تتوقف الحروب الاهلية و التميز العنصرى و ان يسود السلام و الرافهية جميع بقا عالعالم.
و بسبب انتشار الكورونا العالمى اخذت الاحتفالات بهذا اليوم شكلا مختلفا عن العادة حيث اصبحت كل الفعاليات الخاصة به تتم فى العالم الافتراضى, و هذا امر محمود فلا يجب ان تمر هذه المناسبة دونما التوعية بها و الاشارة اليها فكم من مخاطر كثيرة تحيط بكوكب الارض يتحتم ان تتم مواجهتها او ادارتها ادارة عاليمة رشيدة.
و على هذا النحو سيقوم الاتحاد النوعى للبيئة باسوان – جمهورية مصر العربية بتنفيذ احتفالية الكترونية بهذ المناسبة تمت دوة العديد من الخبراء العلماء و الناشطين البيئيين و اعضاء الجمعيات الاهلية فى العالم العربى و نرجو الله ان تكون احتفالية موفقة تحقق الهدف منها وهو التوعية فى عالمنا العربى.
* د احمد زكى ابو كنيز : رئيس مجلس ادارة الاتحاد النوعى للبيئة باسوان ،ونائب رئيس المنتدى الوطنى المصرى لتنمية نهر الني.