آفاق بيئية : د. حمدي هاشم
درست وكالة الاستخبارات الأمريكية (1974) اتجاهات النمو السكاني العالمي وتحليل مستقبلي للغذاء والآثار السياسية في ضوء التغيرات المناخية لكوكب الأرض، ودعمت استغلال الفائض الأمريكي الغذائي كسلاح حاسم في الآونة المرتقبة، مع إحياء فكرة إبادة الجماعات “عديمة الفائدة” وتوفير مستهلكاتها الاقتصادية للسكان النافعين في العالم، أي التخلص من كبار السن والمرضى وفئات عرقية متدنية للارتقاء بقوة الأجيال القادمة. يريدون خفض سكان الأرض الانتقائي، وجاءت الإشارة من منصة تل أبيب للأغاني الأوروبية في فقرة “مادونا” بعنوان “مستقبل”، واقع عالمي جديد بثقافة مبنية على الإلحاد (2019)، وسبقتها نبوءة الفيلم الأمريكي “العدوى”، في انتشار الرعب من فيروس غامض يغزو العالم من الصين (2011)، ثم الدقة في توقع “بيل جيتس” قبل شهور من ظهور “الفيروس المنتظر” وخروجه من إحدى أسواق الصين وحقيقة فشل دول العالم في مكافحة انتشاره واللقاح الجديد المشفر!
ضربت مدينة “ووهان” الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، الذي لا يعرف الحدود بين الدول، لينتشر خارج الصين كالنار في الهشيم (منذ منتصف يناير 2020)، مع ملاحظة تباين شديد في جملة الإصابات وعدد الوفيات بين نصفي الكرة الأرضية، حسب خريطة انتشار الفيروس (15 أبريل 2020)، وذلك لأسباب غير مناخية، حيث يعيش نحو (90%) من سكان العالم في نصف الكرة الشمالي الذي تفوق اليابسة فيه الماء، ويعيش في النصف الجنوبي المسكون بنسبة (75%) من مياه المحيطات ما تبقى من السكان. وذلك يفسر تفاقم الأزمة الصحية بمناطق العروض الوسطى بين دائرتي عرض 20 ᴼ و 60 ᴼ شمالاً، التي يقطنها حوالي (80%) من سكان العالم. وجاء ترتيب القارات حسب معدلات الإصابة بمرض (كيوفيد ـ 19): آسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، أستراليا، أمريكا الجنوبية، ثم قارة أفريقيا ومطالبة فرنسية لجعلها المختبر السريري للعلاج والوقاية من هذا المرض المتحور!
هناك مسببات كثيرة ومعقدة لانتشار الأمراض الوبائية بين البشر، منها تسمم الخلايا الكهرومغناطيسي، والتلوث الجوي بالمؤثرات الكهربائية لأنظمة الاتصالات والتجسس، ضد حيوية الأرض، وحدثت نقلة نوعية في كهربة الأرض مع البث الأول لموجات الراديو (خريف 1917)، غيرت من طبيعة الهواء ومقاومة الجنس البشري، وظهرت على إثرها جائحة “الإنفلونزا الأسبانية” التي استمرت من يناير (1918) حتى ديسمبر (1920)، وحصدت ملايين الأرواح، وكيف انتقلت العدوى من ولاية كانساس في أمريكا إلى جنوب أفريفيا؟ في أقل من أسبوعين، لتظهر في كافة بقاع العالم، رغم وسائل النقل البدائية وقتذاك (آرثر فرستنبرج ، 1997).
لا شك في وجود مجال كهرومغناطيسي يهيمن على سكان الأرض، ويؤثر فيهم بدلالة كهربائية المخ والقلب والأعصاب، والارتباط بين التفاعلات الكيميائية والذبذبات الكهربائية. وبذلك تنعقد أزمة وجودية مع متلازمة شبكات الجيل الخامس، ومركزها مدينة ووهان ـ بؤرة تفشي الوباء (2019)، التي انتشرت منها العدوى لأنحاء العالم، رغم توقف حركة الطيران العالمية وغلق الحدود السياسية والإجراءات الاحترازية، إلا أن معدل الإصابة والوفيات في زيادة مضطردة، وكيف وصلت العدوى للبحارة في عزلتهم الجغرافية على حاملة الطائرات الأمريكية (ثيودور روزفلت) وكذلك حاملة ( شارل ديجول) الفرنسية؟
ونشأ الخلاف بين الولايات المتحدة والصين وفرنسا بسبب تفشي هذا الوباء، الذي تخلص بهدوء من هؤلاء المسنيين فى دورهم المنتشرة داخل كثير من الدول المصابة، بسبب التحيز العلاجي للفئة الأدنى من العمر. ومن العجائب، ظهور دروايش نيويورك بفكرة الانتقام الإلهي، وخرافة الديانة المعصومة من الوباء وعلاجاته الشعبية وتوصيفه الخاطيء، ومن الإيجابيات تعافي البيئة وثقب الأوزون وغير ذلك، ولعله ينتهي مع متلازماته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية خلال مدة ليست بالبعيدة.