اتحاد جمعيات إداو كنظيف : خلق مدرسة لاستصلاح المجال الطبيعي للمناطق الجبلية خاصة المدرجات
استصلاح المدرجات الزراعية بالمناطق الريفية بالأطلس الصغير
منطقة اداوكنظيف بسوس نموذجا
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
تعتمد المناطق الريفية بالأطلس الصغير على استغلال الموارد الطبيعية والزراعة ، ودمج إنتاج المحاصيل وتربية الحيوانات. وتشكل أشجار اللوز و الاركان والمدرجات الزراعية نظاما بيئيا مميزا ، يلعب أدوارا مختلف من حيث المحافظة على الوسط الطبيعي والبعد السوسو اقصادي .
وتعد منطقة اداوكنظيف إحدى أهم هذه المناطق التي اشتهرت ، تاريخيا ، بإنتاجها وتصديرها للوز إلى مختلف ربوع المملكة خلال أربعينيات القرن الماضي.وذلك بفضل سواعد أبناء المنطقة الذين نجحوا في تنمية وإشعاع المنطقة . وقدموا عملا يدويا جبارا يتجلى في تطويع تضاريس المنطقة الوعرة عبر وسائل تقليدية مبتكرة ومن خلال إعداد حقول صغيرة لممارسة الزراعة في منحدرات أضحت مدرجات جبلية تمت تهيئتها عبر تجميع التربة في “أمتول ” (المدرج الزراعي) التي كان أهالي المنطقة يستقدمونها من مناطق بعيدة ، ثم تدعم بالمواد الاولية (الحجر). وتصبح بالتالي منبسطة يستزرع بها الشعير و اللوز والتين والصبار فضلا عن تواجد أشجار الاركان بطريقة طبيعية . وكل شاب مقبل على الزواج لا مناص له من إعداد “تغولت” (مجموعة من المدرجات الزراعية ) في منطقته لتوفير مصدر عيشه.
وباتت منطقة اداوكنظيف حاليا تعاني من هجرة الساكنة و انجداب متزايد لشبابها نحو أنشطة أخرى تجارية وصناعية ثم انخفاض مردودية المنتوجات الزراعية السنوية (الشعير) فضلا عن الجفاف ، وكذا تراجع الاعتناء بالمجال و إهمال صيانة المدرجات مما أدى إلى تدهور هذه الأساليب الزراعية ، المتأقلمة مع الطبيعة ، وتأثرها على المستوى البيئي والتنوع البيولوجي حيث تفشت ظاهرة انجراف التربة بالإقليم بحدة ،مع الأمطار الغزيرة على نحو متزايد بسبب تغير المناخ. مما يفاقم من الهشاشة ويهدد البنية التحتية.لذا فتحسين مستوى العيش وتعزيز صمود السكان في هذه المناطق يعتمد على هذا النظام البيئي ، ويستوجب إعادة تأهيل مكوناته من خلال توفير إدارة متكاملة للموارد وتقنيات الإنتاج الملائمة وتوفير حماية أفضل للتربة.
من هنا بدأ مسار التوعية والتحسيس من قبل اتحاد جمعيات إداو كنظيف بالتنسيق مع المديرية الاقليمية للفلاحة لاكادير والجماعة المحلية والمجتمع المدني وعدد من الباحثين والمهتمين بقضايا التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية وذلك بالتعريف بخطورة الوضعية التي أصبحث عليها المدرجات الجبلية ، مما أسفر عن ميلاد مشروع تهيئة المدرجات وتكثيف غرس الاشجار المتنوعة بغية إعادة إحياء المجال والغطاء النباتي وإعادة تأهيل المدرجات و طريقة بناءها وهندستها وإدخال تكنولوجيات الإنتاج المناسبة في شراكة مع الفاعلين في مجال التنمية على المستوى المحلي (المنظمات غير الحكومية والتعاونية، والسلطات المحلية، … ) ثم تعزيز قدرات السكان والفاعلين المحليين للتكيف مع تغير المناخ في المناطق الجبلية.
وأفاد عد الرحمان آيت الحاج رئيس اتحاد جمعيات إداو كنظيف أن الاتحاد وقع مع المديرية الاقليمية للفلاحة لاكادير، في إطار المخطط المغرب الأخضر، شراكة ، تمتد إلى 5 سنوات ، تنشد استصلاح المدرجات الزراعية الجبلية وصيانتها وحمايتها من التدهور وغرس مجموعة من الاشجار المثمرة كاللوز والصبار والزيتون فضلا عن أيام تكوينية لفائدة الساكنة المحلية ، مما يسهم في توسيع النشاط الزراعي وتشجيع المزارعين في المناطق المستهدفة بهدف تحسين دخلهم المعيشي .
وأشار أيت الحاج أنه ثم استصلاح ما يفوق 5000 متر طولي من المدرجات ومازالت الاشغال جارية ، إذ لقيت المبادرة استحسانا وتجاوبا من لدن الساكنة حيث تم انجاز ما يناهز 80 في المائة من الشطر الاول بمنطقة ” ايوفيس”.
ويسعى اتحاد جمعيات إداو كنظيف، يضيف آيت الحاج، إلى خلق مدرسة لاستصلاح المجال الطبيعي للمناطق الجبلية خاصة المدرجات وذلك لتقاسم هذه التجربة والتعريف بها لدى الفاعلين والمجتمع المدني في مناطق مماثلة حيث يعتزم ، خلال بداية هذه السنة ، إنجار مشروع تكميلي يروم إلى وضع نهج وأدوات الوعي والمعرفة للتكيف مع تغير المناخ من خلال احداث موقعين تجريبيين لانجاز برنامج إعادة تأهيل وحماية وتعزيز المدرجات ثم تنفيذ خطة تهم التدريب، وتبادل المعلومات والمعرفة في المجال القروي لاداوكنظيف.وذلك بتعاون و تمويل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ ) في اطار برنامج التاقلم مع التغيرات المناخية.
لتحميل المقال في صفحة البيئة بجريدة بيان اليوم اضغط هنا