آفاق بيئية : الشروق
كتب صامويل ماستون مقالا بجريدة الاندبندنت بعنوان «دافوس.. قمة يلفها الغموض أم عطلة تزلج بالبدل الرسمية؟»، استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى سبب اختيار كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادى العالمى فى عام 1971، لدافوس بجبال الألب فى سويسرا وذلك لسببين. أولا: لأنه كان قد لمح بناء مركز مؤتمرات جديد من حمام سباحة قريب. وثانيا: لأنه جذبته إليه العزلة النسبية. إلا أنه فى الوقت الذى تنزل فيه طائرات الهليكوبتر وسيارات الليموزين للحضور لن يبدو المكان منعزلا.
ويضيف ماستون، أصبح المنتدى، شأنه شأن أى شخص متوسط العمر، أسمن وأكثر راحة فى عامه الثالث والأربعين من عمره. وللحق فإن مركز المؤتمرات هو نفسه، إن لم يكن أكبر قليلا، وبعض الفنادق منذ تلك الفترة صامد فى مكانه، لكن الحدث أكثر جاذبية وأكبر حجما الآن.
فى عام 1971 حضر 444 من أعضاء الوفود. واليوم يصل عدد أفراد الوفد الصحفى وحده إلى 500 فرد، بالإضافة إلى 2500 ضيف دعاهم المنتدى الذى شعاره هو «المصلحة العامة العالمية» ولم يفعل شيئا يجعله محبوبا من المتظاهرين المعادين للعولمة الذين سينضمون إلى الحشود فى المنتجع.
ويشير ماستون إلى أن المشاركين يسافرون من كل أنحاء المعمورة إلى الحدث الذى يستمر لمدة أربعة أيام، ووُصف بأنه «المعبد الأكبر لرأسمالية السوق الحرة التى لا دولة لها» و«أفضل حفل عشاء فى العالم».
سوف يقضى الساسة بعض الوقت مع مليارديرات الدوت كوم. وسوف يقفز الحائزون جائزة نوبل على الحافلة المكوكية مع الصحفيين. ومن الناحية الرسمية الكل مدعو للدردشة حول موضوع العام الكبير، وهو «إعادة تشكيل العالم.. النتائج الخاصة بالمجتمع والسياسة والأعمال». لكن كما قال أحد من سبق لهم حضور دافوس: «الأمر يتعلق بالتشبيك بقدر ما يتعلق بحلقات البحث».
ويوضح الكاتب أن كلمة «تشبيك» قد تكون مصحوبة بكلمة أخرى هى «إقامة الحفلات» وقد لا تكون. ودافوس ليس استثناء. وعادة ما يكون حفل جوجل هو الأكثر شعبية، على الرغم من أنه فى العام الماضى الحفل الأكبر والأكثر ثراء أقامه «شخص» وهو شون باركر، وإلى جانب الشمبانيا التى لا تنتهى كانت هناك موسيقى من الدى جى مارك رونسون.
ويمضى قائلا، إنه بنهاية الأيام الأربعة، غالبا ما ستبدو على الحضور العائدين إلى أوطانهم النظرة المتعبة نفسها التى كانت على وجوه من حضروا مهرجان جلاستوبرى. وسوف ينتهز بعض الشخصيات البارزة المهتمة بالصحة الفرصة للقيام ببعض التزلج على الجليد. وبالنسبة للأشخاص الأقل اهتماما بالرياضة، هناك نشاط آخر هو تتبع النجوم. فعلى الرغم من أن الحضور ذوى الأسماء الكبيرة أقل عددا على الأرض مما كانوا عليه فى سنوات الانتعاش، فسوف ترى أحد نجوم السينما أو الغناء.
حضر تشارليز تيرون فى عام 2013 وجرى تكريمه لعمله فى الوقاية من الإيدز. كما حضرت أنجلينا جولى وبراد بيت حيث صممت جولى وشما لبيت فى إحدى الليالى «عندما لم يكن لدينا ما نقوم به». وقد تجاهل ميك جاجر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فى عام 2012 لكن يُذكر له بإعجاب الرقص على موسيقى Moves Like Jagger فى إحدى الحفلات.
إلا أنه إذا كنت تبحث عن أنشطة أجدر بالاهتمام، فمن الممكن العثور عليها بكثيرة فى مركز المؤتمرات الرئيسى. وهناك عشرات منها عن كل شىء من «سياق الصين» إلى «ورشة المسح ثلاثى الأبعاد».
ومع ذلك فقد يكون البعض ذا ذوق أفضل. فقد استنكر المحتجون «يوم فى حياة لاجئ.. استكشاف حلول من أجل سوريا» و«محاكاة قوية.. للكفاح والاختيارات التى يواجهها اللاجئون للبقاء» باعتبارهما «أفلام فقر إباحية».
وفى الختام يطلب الكاتب من كل مشارك وضع شارة تشير إلى مستوى مشاركته وكذلك نفوذه. ويقول أحد المشاركين السابقين: «سوف يقطع أشخاص كثيرون المحادثات ليتحدثوا إلى الأشخاص الأكثر أهمية عند وصولهم، أو يتطلعون إلى لون شارتك».
لكن ليست الشكوى الأساسية هى الملل أو الشراب أو الانشغال بالمشاهير أو تكلفة الحضور وقدرها 40 ألف دولار. فالشىء الحقيقى المزعج هو الطقس. ويبدو أن من سبق لهم الحضور يقولون «إنه شديد البرودة، ومع ذلك يجب عليك أن تكون أنيقا فى ملبسك»