نقلة نوعية في التزامها بالقضايا البيئية ضمن برامجها الانتخابية
رام الله – فلسطين: آفاق بيئية
تشهد الضفة الفلسطينية في العشرين من الشهر الجاري انتخابات الهيئات المحلية والبلدية، بمشاركة فصائل منظمة التحرير والمستقلين، وامتناع حركة حماس كنتيجة للانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية ،فالقوائم الانتخابية تقاطعت برامجها الانتخابية في ايلاء القضايا البيئية والحفاظ عليها اهتماما كبيرا ، وخاصة قوائم الاحزاب السياسية ، كالتزام بما تعهدت به من خلال توقيعها على ميثاق الشرف البيئي للاحزاب الذي بادرت اليه جمعية مركز الاعلام البيئي ، في محاولة منها لتعزيز الشراكة بين كل مكونات الشعب الفلسطيني في الحفاظ على البيئة .
ويعتبر الميثاق نقطة تحول في اهتمام الاحزاب الفلسطينية باتجاه البيئة بعد توقيع اثني عشر حزبا على ديباجته في احتفال رسمي بمدينة رام الله وهي ،حركة فتح،الجبهة الشعبية ، والجبهة الديمقراطية،والجبهة العربية الفلسطينية ، وجبهة النضال الشعبي ،والجبهة الشعبية القيادة العامة، ومنظمة الصاعقة ،وحزب الشعب،والمبادرة الوطنية ،والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، ،وجبهة التحرير العربية ،وجبهة التحرير الفلسطينية.
مدير جمعية مركز الاعلام البيئي علاء حنتش اعتبر التزام الاحزاب بتضمين برامج قوائمها الانتخابية برامج بيئية انجازا مهما وتطورا نوعيا في نظرة الاحزاب لهذه القضايا التي تعاني تهميشا في الشارع الفلسطيني ، بالاضافة الى فتحها لحالة من الحراك الشعبي والمؤسساتي للتشارك في حماية البيئة الفلسطينية التي تتعرض ايضا لاستهداف من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي الذي يسيطر على الموارد الطبيعية الفلسطينية ،ويحرم الفلسطينيين من استخدامها ،بالاضافة الى مواصلته اقتلاع الاشجار ، ومنع المواطنين من زراعة اراضيهم،وبناء جدار الضم والتوسع العنصري الذي اثر بشكل واضح على التنوع الحيوي في فلسطين المحتلة ، وجعل المدن الفلسطينية مكبا لنفاياته الخطرة ، ووضع العراقيل امام الجهات الفلسطينية الرسمية والاهلية من تنفيذ البرامج التنموية في مجال البيئة .
رئيس مجلس ادارة المركز ريما الحسن اثنت على الاحزاب لتبنيها مضمون الميثاق ، واعتبرته داعا للتواصل مع قطاعات اخرى من المجتمع للانضمام كالقطاع الخاص لتذكيره بمسؤوليته الاجتماعية تجاه البيئة ، كون القطاع الخاص من اكثر القطاعات المضرة بالبيئة وتحديدا المنشأت الصناعية .
الحسن أملت ان يكون هذا الميثاق تجربة تعمم على الدول العربية ، لتعزيز الشراكة الحقيقية بين الاحزاب السياسية والمواطنين في الحفاظ على موروثنا الطبيعي ومصادرنا التي تعاني من انحسار وتدهور سريع ،بالاضافة الى خلق حالة من الحراك على مستوى السياسيين العرب ،لوضع الامن البيئي العربي في سلم اولوياتهم ،كون المنطقة العربية من اكثر المناطق التي ستعاني من تأثيرات التغير المناخي ، فهذه التأثيرات لن تحدها حدود سياسية .
أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية د.واصل ابو يوسف اكد اهمية تبني الفصائل للميثاق لما له انعكاس على وضع البيئة التي يستهدفها الاحتلال من خلال مشاريعه الاستعمارية، ويعزز انتهاج النشاطات البيئية كجزء من المقاومة الشعبية الفلسطينية.
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. احمد مجدلاني كان قد اكد ضرورة المحافظة على البيئة الفلسطينية تقع ضمن التنمية المستدامة وتساهم في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على ارضه واعتبرمبادرة مركز الاعلام البيئي تساهم في نشر ثقافة مختلفة يكون لها اثرا للحفاظ على البيئة الفلسطينية ، ضمن برامج وفعاليات عملية وواقعية.
امين عام الحزب الديمقراطي الفلسطيني “فدا” زهيرة كمال اعتبرت اشراك القوى السياسية في تبني سياسات بيئية ضمن برامجها الانتخابية خطوة بالغة الاهمية سواء في الانتخابات التشريعية او المحلية لما لذلك انعكاس على التشريعات الفلسطينية من خلال الكتل البرلمانية الممثلة للاحزاب في المجلس التشريعي، وكذلك البرامج التي تلتزم الهيئات المحلية بتطبيقها انسجاماما مع التشريعات المقرة .
عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومستشار الرئيس محمود عباس الدكتور صبري صيدم كان قد اكد أن موافقة الفصائل والأحزاب على هذه الميثاق يدخلها عهداً جديداً، ويعيد الأجندة الاجتماعية إلى برنامجها، مؤكدا ان المعركة مع الاحتلال هي معركة بيئية على الماء والهواء والترددات والأشجار والنفايات الصلبة والسائلة والطاقة الشمسية المهددة والجغرافيا ككل.
وزير شؤون البيئة الدكتور يوسف ابو صفية اعتبر هذا الميثاق يساهم في رفع مستوى اهتمام السياسيين بالقضايا البيئية ويوفر دعما لتوجهات الوزارة في تنفيذ خططها ،ومساهمتها في تطوير التشريعات والقوانين البيئية.
بالرغم مما يعانيه الفلسطيينيون على ايدي سلطات الاحتلال الاسرائيلي ،الا انهم يحاولون بما استطاعوا من امكانيات متواضعة ،لاخذ دورهم في تغيير الواقع البيئي ، وخلق حالة من الحراك الشعبي والدبلوماسي ، لفضح ممارسات الاحتلال ، الذي تعدت اثار كوارثه البيئية حدود دولتهم لتمتد الى دول الجوار ، فهم يسلبون مياه نهر الاردن ، ويلوثون المياه الجوفية ، فهل نحن بعيدون عن فلسطين ليكون هذا الملف ضمن برامج احزابنا الانتخابية ؟!