
آفاق بيئية: د. حمدي هاشم
قد يتجلى شكل سواحل ألاسكا بملامح ساحرة روسية صافية شديد اللمعان، تفترش المحيط الهادي وبيدها اليسرى العصا السحرية من شرق سيبيريا، ويعلوها الدب القطبي (الملكي) ومعه سليل الموئل الأصلي! وتلمس من منظور المسيرة مساحة ألاسكا الهائلة (20% من جملة مساحة الولايات المتحدة)، بين سواحل وحقول جليدية، وأنهار وبحيرات وبراكين عديدة، وشمس منتصف الليل الفريدة. وظواهر متباينة، من أعلى جبل في أمريكا الشمالية (جبل دينالي)، إلى أكبر غابة مطيرة في العالم (غابة تونغاس الوطنية). لا يزال جزء كبير فيها تشغله غابات التندرا والغابات الشمالية، التي يقصدها عشاق الطبيعة والمغامرة، ولكن التنقل بين أغلب مناطقها يكون عن طريق الجو أو البحر. وبين التنوع البيولوجي، وسمك السالمون البري، ومشاهد طبيعية وبيئية بديعة، احتلت منشأة عسكرية سرية للغاية براري ألاسكا!

بنيت قاعدة إليسون الجوية سنة (1944)، لدعم العمليات والأبحاث العسكرية، لكنها صارت ذات خطورة بالغة، وتطوير لتقنيات عسكرية متقدمة، في حين يظنها البعض مركزاً لأبحاث التواصل مع الكائنات الفضائية! وبرغم السرية المطلقة حول أنشطة وعمليات هذه المنشأة النائية، يدعمها العسكريون لدورها الحاسم في الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها! ولا تخلو من تكهنات وغموض، وتقييم غير مؤكد من المؤرخين والباحثين وعامة الناس. وهي للمختار بعناية رحلة في قلب الغموض والأسرار (Columbia Insights, June 28, 2025). ومن ناحية أخرى، فإن اختراعات الدكتور نيقولا تسلا (الهادفة لخدمة البشرية) التي تم مصادرة أغلب وثائقها، تم تطويرها في مراكز أبحاث ألاسكا السرية، وأكبرها “القوة عن بعد” (كما أسماها تسلا)، أو “شعاع الموت” (كما أسمته الصحافة)، تلك القوة الأخطر في الأرض!
اعتادت الصحافة الأمريكية توظيف الأشياء والأحداث ضد الحقيقة، فبعد (أو قبل) أن غيب الموت (أو اغتيال) “نيقولا” عالم الفيزياء الكهربائية والمغناطيسية (1943) استبدلت صفة شعاع تسلا من الموت إلى السلام، في الطرح ذو البعد الواحد لنزع القوة من الآخر، تحت تهديد سلاح الفتك بأي دولة (خلال بضع دقائق)! ولذلك سعت المملكة المتحدة لشراء براءة ذلك الاختراع الخفي لدعم الأمن الحيوي للبلاد، بينما يزعم البعض أن صفقة قد تمت بين الاتحاد السوفيتي ونيقولا تسلا (1935) للاستحواذ على سلاح الحرب عن بعد؟! واليوم، تعد مراكز أبحاث الغلاف الأيوني من أخطر المنشآت التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في ألاسكا، والتي ساعدت على إطلاق برنامجها كثير من المؤسسات البحثية المستقبلية، منها نحو (15) جامعة ومعهد علمي، وعلى رأسها جامعة ألاسكا (المعهد الجيوفيزيائي).
يستطيع ذلك البرنامج المرور من خلال كل هيكل (غير محمي) على هذا الكوكب، مع امكانية نقل كميات هائلة من الطاقة إلى مواضع محددة على كوكب الأرض، بواسطة قناة افتراضية مزودة بمرايا الأيونوسفير الاصطناعية، ومهمة معدات النظام الأرضي التسليم الدقيق للإشعاع الكهرومغناطيسي، مع القدرة على الاتصالات فوق الأفق! إنه برنامج لأداة متعددة الأغراض، للكشف عن الهياكل تحت الأرض، والبحث عن الموارد الطبيعية، لمعالجة قضايا الأمن القومي، والتواصل مع الغواصات، لأغراض المراقبة، ودراسة خيارات جديدة للاتصالات الاستراتيجية. والغرض المعلن، هو توفير مرفق بحثي لإجراء تجارب رائدة في الغلاف الأيوني، وصولاً لتكنولوجيا التحكم فيه لأغراض الاتصالات والمراقبة!
وكذلك توجيه الطاقة لتدمير صواريخ العدو وتعطيل الاتصالات، وأخرى غير معلومة! وهل سيظهر اختراع مضاد للحماية من ذلك الشعاع الخارق للطبيعة؟ بينما ستظل ألاسكا بموقعها الاستراتيجي، وأسرارها العسكرية الخيالية، منصة للتحكم في الأرض! وقد تدخل في صفقة سياسية، حيث نشرت مجلة نيوزويك (14 أغسطس 2025) خريطة حوافز بسواحل ألاسكا ليغري بها الرئيس الأمريكي نظيره الروسي لإنهاء حرب أوكرانيا؟!
سلمت يداك د.حمدي ودمت متألق دائما
أحسنتم القول يادكتور حمدي يا صديقي ،
فقد إتضح الآن أن توظيف العلوم الطبيعية لخدمة الانسانية ليس هو الهدف الرئيسي لمراكز بحوث الدول العظمي .
لكن الاستفادات الناتجة لصالح البشرية تأتي كمنتج ثانوي ، byproduct