آفاق بيئية: محمد التفراوتي
في تطور بالغ الأهمية على صعيد الجهود الدولية لمكافحة التلوث البلاستيكي، أعلنت 90 دولة عضوا في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، اليوم، دعمها الرسمي للإعلان الوزاري الموسوم بـ”نداء نيس للاستيقاظ من أجل معاهدة طموحة بشأن البلاستيك”، والذي يدعو إلى اعتماد هدف عالمي ملزم قانونا للحد من إنتاج واستهلاك البلاستيك.
ويأتي هذا الإعلان قبل أسابيع من انعقاد الدورة القادمة للجنة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بمعاهدة البلاستيك، والمزمع عقدها في أغسطس بجنيف، ما يضفي عليه زخما سياسيا مهما يعكس تنامي الإرادة الدولية نحو وضع حد جذري للأزمة البيئية المتفاقمة.
وأكدت الدول الموقعة في إعلانها أن الإنتاج غير المقيد للبلاستيك، بقيادة كبرى شركات الوقود الأحفوري، هو السبب الجذري لأزمة التلوث، وأن المعالجة الفعلية تتطلب خفضا مباشرا في معدلات الإنتاج، وليس مجرد تحسين إدارة النفايات.
في هذا السياق، صرح غراهام فوربس، رئيس وفد منظمة غرينبيس في مفاوضات معاهدة البلاستيك وقائد حملتها العالمية، قائلا أن “إعلان نيس، الذي وقعته أغلبية ساحقة من الدول، هو بمثابة جرس إنذار يحتاجه العالم. أخيرا، تعلن الحكومات بصوت عال. لا يمكننا القضاء على تلوث البلاستيك دون خفض إنتاجه. نقطة على السطر.”
ويتضمن الإعلان دعوة صريحة إلى وضع حد أقصى عالمي ملزم لإنتاج البلاستيك. و التخلص التدريجي من المنتجات البلاستيكية والمواد الكيميائية الأكثر سمية. و مواجهة لوبيات الصناعة البتروكيماوية وعدم السماح للثغرات القانونية بالتسلل إلى نص المعاهدة.
وأشارت غرينبيس إلى أن الوقت قد حان للخروج من “دوامة النقاشات النظرية” التي علقت بها المفاوضات، في حين يواصل تلوث البلاستيك خنق المحيطات، وتسميم الأجساد، وتفاقم أزمة المناخ.
“هذا البيان لن يكون ذا جدوى إلا إذا تم ترجمته إلى أفعال في جنيف. نحن بحاجة إلى معاهدة قوية، عادلة، تحمل الملوثين المسؤولية، وتحمي المجتمعات الأكثر تضررا.” ومع تصاعد التحديات المناخية والصحية المرتبطة بالتلوث البلاستيكي، يبدو أن إعلان نيس يشكل نقطة تحول محتملة في المسار التفاوضي، ويعيد التأكيد على أن المعركة الحقيقية تبدأ من المصدر الإنتاج.