مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية

محمد التفراوتي17 ديسمبر 2012آخر تحديث :
مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية

إدارة متكاملة ومندمجة للمناطق الساحلية

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

عقد مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب “أكما ” ندوة صحفية بالرباط ، لتقديم حصيلة الأبحاث المنجزة والتي امتدت ثلاث سنوات ونصف من الدراسة والبحث قاربت 75 بحث، مستهدفا أصعب منطقة معرضة لقساوة التأثيرات المناخية تشخيصا ودراسة وبحثا ، وذلك بالريف المغربي ،الشمال الشرقي للمغرب على ساحل الأبيض المتوسط ، بمناطق الناظور بركان و كذا الدرويش وفق محاور تشكل أهم إرهاصات ساكنة تعاني من الهشاشة الاجتماعية والعزلة القروية وضعف الموارد …

وخلال الجلسة الافتتاحية أثنى مدير المدرسة الغابوية للمهندسين الدكتور محمد صابر خلال الجلسة الافتتاحية للإعلان عن اختتام المشروع (ACCMA )على النتائج العلمية المتوصل إليها إذ حقق المشروع مكاسب جلية ونتائج علمية دقيقة استجلت مكامن الهشاشة في أفق تنمية متكيفة مع التغيرات المناخية. وقد مكن المشروع يضيف الدكتور صابر ، من إنتاج معرفة محلية ومبادرات تنموية بتت الوعي لدى الساكنة وذوو القرار والمجتمع المدني. كما عمل على تبيان دور المنتخب في المجالس المحلية مع إشكالية التنمية والتعامل مع الباحثين وعززت العلاقة بين مختلف الفاعلين مع إدماج المرأة في الشؤون التدبيرية لكونها أكثر تضرر بفعل التغيرات المناخية .
وعبر رئيس جماعة بودينار السيد الحسين السعيدي عن انبساطه من نتائج دراسات البحث المقدمة من قبل مشروع أكما ومصداقيتها الأكيدة من خلال دراسة الواقع الملموس حيث مكنت هذه الأبحاث من جلب مانحين يدعمون التأقلم مع التغيرات المناخية بالمنطقة .
واعتبر رئيس الجماعة أن نتائج الأبحاث تعد برنامج عمل دقيق بسط الإشكالات الكبرى وسبل معالجتها ومداخل مقاربتها وفق سياسة تشاركية تفك العزلة عن دواوير الجماعة وتنمي قدرات ساكنتها المحلية أمام الاكراهات الطبيعية والمناخية التي تميز المنطقة عموما فضلا عن ترشيد التدخل البشري تبعا للإمكانيات المتاحة والموارد المتواضعة المتوفرة.
وأوضحت السيدة فاطمة الدرويش عن مديرية الأرصاد الجوية مقاربة المشروع التأقلم مع التغيرات المناخية للجانب المناخي بمنطقة الشمال الشرقي للمغرب مشيرة الى ترقب الطقس والحرارة بالمنطقة على المدى القريب مع تفاصيل علمية ترقب الطقس.ذلك أن ترقب المناخ هو معدل على المدى البعيد لما يرنو إلى 30 سنة أو أكثر استنادا على نماذج علمية تعتمد على قوانين فيزيائية مضبوطة .
ومن جهته أوضح الدكتور زين العابدين أهمية مشروع أكما و مقاربته في الأبحاث المنجزة و التي تطرقت إلى مجالات مختلفة لها علاقة بالتغير المناخي و تقوية القدرات المحلية من أجل التكيف مع هده الظاهرة و كذلك الأنشطة المنظمة المبنية على التشارك و فتح المجال أمام كل الفعاليات معتبرا مشروع” أكما ” مدرسة نموذجية لمقاربة ظاهرة التغيير المناخي بواسطة أدوات مختلف وفق المجالات المحددة عبر المساهمة في مختلف الدراسات التي أجريت و خصوصا المتعلقة بالأنظمة البيئية و تأطير عدد من الأبحاث وكذا – تأهيل المجتمع المدني للتأثير على المصالح الإدارية و التقنية و وتعزيز قدراتها من أجل تطوير آليات التكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية و تأثيراتها وكذلك توعية الناس بضرورة التكيف الذاتي مع هذه الظاهرة.
74 وثيقة بحث حول التدبير المندمج للمناطق الساحلية
واستعرض البروفسور عبد اللطيف الخطابي ما يناهز 74 وثيقة بحث بمختلف الزوايا والرؤى كخلاصات أساسية للتدبير المندمج للمناطق الساحلية أمام الزحف الأكيد للتغيرات المناخية البادية والمرتقبة مؤكدا على ضرورة الاستفادة منها وإدماج حمولتها العلمية في برامج عمل والتخطيط المديري المحلي للجهات المعنية …
وأفاد منسق مشروع التأقلم مع تغير المناخ في المغرب البروفيسور عبد اللطيف الخطابي، أن الدراسات التي أجراها حول الساحل تناول مختلف المقاربات وسط سكان منطقة الشمال الشرقي للمغرب في أفق تشخيص نمط وسبل عيشهم ومدى استيعاب حجم التغيرات المناخية وكذا بغية تقييم درجة آثار هذه التغيرات على الأنشطة السوسيواقتصادية والنظم البيئية المحلية،
حيث أجري مسح ميداني على المستوى النباتي وفق مقاربة بيولوجية وسوسيواقتصادية ثم ايكولوجية كما ثم إجراء 600 بحث بالمنطقة لاستجلاء مشاكل الاستغلال الفلاحي وسبل العيش بالمنطقة .
واسترسل الدكتور الخطابي في تحليل سياق الأبحاث المنجزة ومناهج مقاربتها موضحا سيناريوهات اللجنة الدولية للتغيرات المناخية محددا اثنين منهما يرومان مجال الظواهر المناخية الحادة والمتمثلة في ارتفاع الحرارة وتزايد منسوب مياه البحار والذي يمكن إسقاطه على المناطق المسطحة على ساحل الأبيض المتوسط خصوصا الناظور والسعيدية.مما يستوجب استعمال المعطيات المناخية المحلية بالنا ظور و وجدة وبركان حيث تتجلى ارتفاع الحرارة وعلو الأمواج داخل البحار . وكذا انجراف الرمال الشاطئية بالشريط الساحلي كمما توضح صور الأقمار الاصطناعية.
انجراف الحاد التربة وتناول الدكتور الخطابي بيانات عدم انتظام التساقطات المطرية وانزلاق التربة ومحاور دراسة إشكالية انجراف التربة في مناطق التدخل ثم دراسة أخرى على الفيضانات التي شهدتها المنطقة خلال 2008/2009 وما تسببته من آثار خطيرة ببعض المناطق المنعزلة .
والتي تعاني من الهشاشة الاجتماعية بفعل آثار التغيرات المناخية والتدخل البشري الجائر.كما تم رصد خمس أنشطة رئيسة لدى ساكنة المنطقة، موضوع البحث، الصيد التقليدي و السياحة( الجماعات المحلية)والماء والفلاحة والمنظومات البيئية. حيث تم تعميق البحث في كل نشاط وكيفية تأثيره بالتغيرات المناخية وفق الواقع المحلي للمنطقة ومع تقييم تشاركي مع الفاعلين المحليين والعنصر النسوي ، قطب الرحى في سياق تقوية الأنظمة الايكولوجية ومقاييس التأقلم.وذلك بتنظيم ورشات مختلفة و تشاركية مع الجامعة بالناظور وجمعيات محلية والقطاع الفلاحي والصيادين …
ولمح الدكتور الخطابي ان مشروع اكما يعد شعلة إطلاق أربع مشاريع بالمنطقة بفضل الأبحاث الجاهزة مما شجع كل من الصندوق العالمي للبيئة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مشروعين في مجال الصيد البحري بمنطقتي تيبودا والسعيدية واخرين في القطاع الفلاحي بجماعة بودينار.
كما انه سيستقطب في الأفق القريب رعاية مشاريع أخرى من قبل البنك الدولي.
استطلاع الرأي حول الوعي بمفهوم تأثيرات التغيرات المناخية
وقدم البروفسور الخطابي في نفس السياق حصيلة استطلاع رأي أجري حول مفهوم ‏وتأثيرات التغيرات المناخية وجس نبض الساكنة حول ‏ مدى وعيها بالاشكال ليبرز خلاصة بيانات مستقاة بدقة وتركيز ، تفيد أن ‏الفئة المستهدفة من المشروع( الساكنة ) ‏لديهم بعض الأفكار الخاطئة عن طبيعة التغير المناخي وأسبابه ‏، في حين هناك معرفة مسبقة بتأثيره على الجهة من خلال ‏مظاهر الجفاف و أضرار ه على الزراعة ‏فضلا عن الأمراض البشرية . ذلك أن الاستطلاع هم 600 فرد من الساكنة المعنية و240 من الصيادين التقليديين حول تصورهم من التغيرات المناخية عبر أسئلة مبسطة
يشار أن مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية بالمغرب “أكما” ينشد تنمية المعارف وتعزيز قدرات وتقييم الهشاشة في مجال التغيرات المناخية بمختلف البيئات الاجتماعية والقطاعات الاقتصادية بالمناطق الساحلية لمدينتي بركان والناظور وقد إمتد المشروع لفترة زمنية تقدر بثلاث سنوات ونصف تقريبا من 2007 إلى 2010 ويتناول بالدراسة والتحليل مجالات التأقلم تجاه ارتفاع مستوى البحر والظواهر المناخية الخطيرة، كما يسعى المشروع إلى تقوية قدرات تأقلم ساكنة المناطق الساحلية مع التغيرات المناخية التي استفحلت تأثيراتها بشكل جلي في منطقة شرق البحر المتوسط. وتندرج أبحاث مشروع “اكما” وسط الساكنة المحلية مع مراعاة دور المرأة ومختلف الشرائح الاجتماعية من أجل معرفة نمط عيشها ومواردها المالية ومدى إدراكها لحجم التغيرات المناخية من أجل تقييم درجة آثار هذه التغيرات على وسائل العيش.
ويذكر أن مشروع” أكما ” قارب خطة عمل من أجل الإدارة المتكاملة والمندمجة للمناطق الساحلية وخلق حراكا اجتماعيا بين قاطني المناطق المستهدفة ومختلف الفاعلين المحليين خصوصا وأن منطقة البحث تضم ثلاثة مناطق رطبة مصنفة ضمن اتفاقية رامسار ، بحيرة مارتشيكا ورأس المذرات (رأس ورك) ومصب واد ملوية فضلا عن جبل غوروغو وغيرها من المواقع المعرضة لمخاطر الأنشطة البشرية وأثار التغيرات المناخية.
وبذلك أشرف المشروع على اختتام أشغاله محققا المنشود مشخصا ما يستوجب التدخل العاجل من لدن ذوو القرار ومجتمع مدني وساكنة محلية.
للاطلاع على مقال مرتبط بالموضوع يرجى الاطلاع على الرابط التالي
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!