من أجل الحد من الأضرار الناتجة عن تكاثر أعداده والحفاظ على التنوع البيولوجي
محمد التفراوتي : حيوان ذكي و شجاع، مزعج وطفيلي في الآن نفسه..يركض بسرعة نحو هدفه المنشود دون الالتفات يمنة أو يسارا . يتلف الحقول والضيعات. أضحى يشكل متاعب حقيقية لساكنة القرى المغربية . يقتحم بيوتهم ويجهز على أغراسهم.طريدة مفضلة لهواة الصيد لكنه شرس عند المطاردة يدافع عن نفسه باستماتة.
صنف ولود ، تلد أنثى الخنزير البري مرتين في السنة في حدود 6 إلى 9 خنانيص في البطن الواحد . يعيش في مجموعات عائليّة تتراوح ما بين العشرين إلى مافوق الخمسين فرد. يتكاثر الخنزير البري بالمغرب بشكل مهول لاختلال التوازن الإيكولوجي و اختفاء أهم مفترساته كالذئاب و الضباع و النمر، وكذا لقدرته على التكيف مع البيئات المختلفة.
تنشط جحافل كبيرة من الخنازير البرية على العموم بالليل تنقب عن تغذيتها بين الغسق و الفجر، تلتهم كل شيء،المحاصيل الزراعية الخضرية والحمضيات وغيرها.
يحكي المزارع عبد العزيز بحسرة أن الخنزير البري يحفر في عمق التربة بحثا عن البذور . وأشار أن بقايا مأكولاته من الفواكه باتت ترشد المزارع بنضج المحصول.حيث يتناول البرتقال الطازج، بعد إسقاطه من الشجرة وتقشيره على شكل دائرة حلزونية، أي خطوط مستقيمة من قمة الفاكهة إلى قاعدتها.
وفي نفس السياق أفاد السيد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر الدكتور عبد العظيم الحافي أن 75 نقطة سوداء تميز منطقة سوس ماسة درعة من بين حوالي 300 نقطة سوداء بالمغرب . لذلك خصص لأجلها حوالي 317 إحاشة بميزانية بميزانية قدرت ب1585.000 درهم.
في حين حدد بإقليم تارودانت 30 نقطة سوداء خصص لأجلها حوالي 90 إحاشة بميزانية قدرت ب445.000درهم. وسيرتكز برنامج سنة 2013 على تكثيف عمليات الإحاشة بجل النقاط بمقاربة تشاركية من أجل ضبط هذه العمليات وتأطيرها تقنيا .
وبغية التحكم في تكاثره والحد من أخطاره وأضراره ثم المحافظة على التنوع البيولوجي وعلى التوازنات الطبيعية بالمنطقة،أطلق المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر الدكتور عبد العظيم الحافي عملية إحاشة ومطاردة الخنازير البرية بعموم مناطق المغرب . انتقل رفقة المصالح المعنية والسلطات المحلية إلى أهم منطقة متضررة من الاكتساح الجلي لهذا الحيوان المزعج ، بإقليم تارودانت في أولاد عيسى التابعة لدائرة أولاد برحيل .
وشكل وادي أولاد عيسى الجاف موقع ترقب خروج الخنازير البرية من مخابئها ، لتترصدها بنادق قناصين متمركزين في مراكز للرماية مصممة على شكل أبراج صغيرة . وفق مطاردتين متتاليتين بضفتي الوادي ، لتعقبهما مطاردات متوالية….
وأوضح السيد حسن مهنا رئيس قسم القنص و الصيد القاري وتربية الأسماك بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للقناصين خصائص وتصميم موقع الإحاشة وبعض التنبيهات الاحترازية والتدابير الواقية لتعزيز السلامة والالتزام بالقوانين الجاري بها العمل في الموضوع ..
انطلق العد العكسي لانطلاق عملية القنص. استقل كل قناص مركز الرماية المخصص له على ضفة الوادي ،منتظرين عما ستسفر عنه عملية مطاردة وإخافة الخنازير البرية من قبل مجموعات من الحياحة يصدرون أصوات وهزات مدوية ترغم الطريدة على الخروج من الضيعات والحقول إلى وسط الوادي.
لاحت بشائر الارتياح ترتسم في وجوه مزارعي المناطق المجاورة حيث بدوا يتهامسون فيما بينهم دون ضجيج. كي تنقاد الخنازير فرارا من الأصوات المنبعثة من الخلف ( الحياحة ) ولا تتراجع في حال سماعها أصوات أو شمها لرائحة مترقبيها (القناصة).
المطاردة الأولى عرفت عملية كر وفر طويلة لم تنفع معها إحاشات الحياحة ولا مطاردات الكلاب المدربة، والتي استقدمت من مدينة طنجة ، ليكون بطلها الخنازير البرية، والتي لم يستغفل منها إلا خنزير بري واحد والذي كان من تصويب بندقية عبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية ( إبن المنطقة).
وفي معرض تعليقه على توجس مجموع الخنازير من الخروج من مخابئها برر عبد العظيم الحافي ذلك بكون الخنازير فطنت إلى ترقب مطارديها حيث شمت روائحهم بفعل هبوب الرياح في الاتجاه المعاكس. أما المطاردة الثانية والتي تم بموجبها انتقال الرماة إلى مراكز الرماية في الضفة اليمنى من الوادي فقد أسفرت عن قنص 6 خنازير.
تعريف الخنزير البرّي
للخنزير البرّي جسد ورأس ضخمان وقوائم قصيرة نسبيا، وفراء الخنزير ثخين يشتد سماكة في الشتاء ويتراوح لونه من الرمادي الداكن إلى الأسود والبنيّ، للخنزير البرّي زوج من الأنياب على كل فك،وتستخدم هذه الأنياب كوسيلة للدفاع عن النفس وتستمر بالنمو طيلة فترة حياة الحيوان. يبلغ طول الأنياب السفليّة في الذكور حوالي 20 سنتيمترا، لكن نادرا ما يظهر منها أكثر من 10 سنتيمترات خارج الفم، وقد تبلغ 30 سنتيمترا في حالات استثنائيّة، أما الأنياب العلويّة فهي تميل نحو الأعلى عند الذكور ويقوم الذكر على الدوام بشحذها على بعضها لإبقائها حادّة عند الأطراف. وبالنسبة للإناث فأنيابها أصغرحجما وتميل قليلا نحوالأعلى لدى الإناث الأكبر سنا.
تحميل المقال بمجلة البيئة والتنمية اضغط هنا
تحميل المقال بجريدة المغربية اضغط هنا
تحميل المقال بجريدة اليوم اضغط هنا