«ساعة القيامة البيئية»: في استطلاع ياباني:
أعلى شعور بالخطر في المنطقة العربية
آفاق بيئية : البيئة والتنمية
تجري مؤسسة «أساهي» في اليابان منذ العام 1992 استطلاعاً سنوياً يشارك فيه خبراء من أنحاء العالم يتعاطون الشؤون البيئية. فتقف على آرائهم وما يشعرون به من خطر على بقاء الجنس البشري مع استمرار تدهور البيئة العالمية. وتنعكس ردودهم على الوقت الذي تشير إليه عقارب «ساعة القيامة البيئية» التي ابتكرتها المؤسسة.
يشمل الاستطلاع مسؤولين حكوميين وأساتذة جامعات وباحثين وأعضاء منظمات غير حكومية ومديري شركات وصحافيين. وقد استقطب عام 2016 ردود 1882 مشاركاً من 143 بلداً.
ما هي ساعة القيامة البيئية؟
تعبر هذه الساعة عن القلق حيال البيئة العالمية نتيجة لإصغاء القيمين عليها إلى أصوات الناس حول العالم. كلما زاد القلق، ازداد تحرك الوقت إلى الأمام، وكلما اقترب من الساعة 12، أصبحت الأرض أكثر عرضة للخطر.
في العام 1992 كانت الساعة 7:49. ومذذاك تقدمت إلى الأمام، وباتت بيئة الأرض في حالة مقلقة جداً. والمطلوب أن نفعل جل ما في وسعنا لإعادة الوقت إلى الوراء في «ساعة القيامة البيئية».
فكيف كان الوضع في استطلاع مؤسسة «أساهي» لسنة 2016؟ هنا أبرز النتائج:
كان الوقت في ساعة القيامة البيئية 9:31، أي المستوى ذاته كما في العام 2007، وهو الوقت الثاني الأكثر تقدماً منذ بدء الاستطلاع.
وتم تسجيل أعلى شعور بالخطر والتأزم في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان الوقت 10:06. وفي المقابل، كان أدنى شعور بالخطر والتأزم في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق، حيث كان الوقت 8:51.
ومع ارتفاع عمر المشاركين في الاستطلاع مالت «ساعة القيامة البيئية» إلى التقدم، أي إلى مزيد من الخطر.
المستطلعون الذين اختاروا إجابة «قلقون إلى أبعد الحدود» ازدادوا تدريجياً من 48 في المئة عام 1997 إلى 70 في المئة عام 2016.
وكان «تغير المناخ» السبب الأول للقلق لدى أكبر عدد من المستطلعين، كعامل محدد للوقت في ساعة القيامة البيئية. وهذا لم يتغير منذ 2011.
وبحسب المشاكل البيئية، كان الوقت الأكثر تقدماً (أي الأكثر خطراً) يتعلق بقضيتي «التنوع البيولوجي» و«التلوث» اللتين تجاوزتا «تغير المناخ».
درجة وعي الأزمة التي تواجه بقاء البشرية
في العام 2016، تقدم معدل الوقت في «ساعة القيامة البيئية» 4 دقائق إلى 9:31، وهو الوقت ذاته كما في العام 2007. هذا يشكل ثاني أكثر وقت تقدماً منذ بدء الاستطلاع عام 1992. وكان الرقم الأعلى بلغ 9:33 عام 2008.
ومن بين المناطق العشر التي تم استطلاعها، تقدم الوقت في أربع مناطق هي الشرق الأوسط وأوروبا الغربية وآسيا وأفريقيا. وتراجع في خمس مناطق هي أوقيانيا والولايات المتحدة / كندا وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وبلدان البحر الكاريبي.
ومن بين المناطق الأربع التي تقدم الوقت فيها، كان لدى المستطلعين في الشرق الأوسط أعلى شعور بالأزمة، إذ سجلت «ساعة القيامة البيئية» 10:06، بتقدم نحو ساعة عن العام الماضي (من 9:10 إلى 10:06). وبالمقارنة، كان تغيّر الوقت لا يتعدى 10 دقائق في المناطق الثلاث الأخرى حيث تقدم، وأيضاً في المناطق الخمس حيث تراجع.
وعلى غرار العام 2015، كانت منطقة أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق المنطقة الوحيدة التي سجلت وقتاً على «ساعة القيامة البيئية» في خانة «قلقون باعتدال»، وجاءت جميع المناطق الأخرى في خانة «قلقون إلى أقصى الحدود».
في تحليل التغيرات منذ بدء الاستطلاع، كان المستطلعون في الحصيلة الإجمالية يسجلون وقتاً في خانة «قلقون إلى أبعد الحدود»، أي في الساعة 9:00، وذلك في كل عام منذ 1996، ما عدا عام 2000. وقد تراجعت الساعة بشكل ملحوظ عام 2011. وبالنظر في المجموع، تقدم العقرب قرابة ساعة ونصف ساعة منذ بدء الاستطلاع، مسجلاً شعوراً أقوى بأزمة وشيكة.
المتغيرات وفق الفئة العمرية
تم تحليل المتغيرات في ساعة القيامة البيئية وفق عمر المستطلعين خلال السنوات الست الماضية من 2011 إلى 2016. وفي جميع هذه السنوات، أفاد المستطلعون فوق سن الستين عن وقت أكثر تقدماً من المستطلعين تحت سن الستين.
بالنسبة إلى المستطلعين فوق سن الستين، بقي الوقت مستقراً إلى حد ما من 2011 إلى 2016، متراوحاً بين 9:28 و9:36. أما المستطلعون في أعمار العشرين والثلاثين والأربعين والخمسين، فأشاروا إلى أوقات في نطاق الساعة 8:00 عام 2011، لكنهم منذ ذلك الحين اختاروا أوقاتاً أكثر تقدماً. وفي 2016 اختارت جميع الفئات العمرية أوقاتاً حوالى 9:30.
المتغيرات في الخانات الأربع
للمرة الأولى عام 2016، تم إجراء تحليل لمعدلات اختيار الخانات الأربع، وهي: «قلقون بشكل لا يذكر»، «قلقون قليلاً»، «قلقون باعتدال»، «قلقون إلى أقصى الحدود»، فضلاً عن التغيرات في معدل الوقت ضمن كل خانة.
المستطلعون الذين اختاروا «قلقون إلى أقصى الحدود» ازدادوا تدريجياً من 48 في المئة عام 1997 إلى 70 في المئة عام 2016. ومنذ عام 2012، تجاوز معدل اختيار الخانتين «قلقون إلى أقصى الحدود» و«قلقون باعتدال» 95 في المئة، ما يظهر أن غالبية المستطلعين يشعرون بحالة أزمة.
الأسباب التي تحدد «القيامة البيئية»
بهدف تحديد الوقت على «ساعة القيامة البيئية»، طلب الاستطلاع من المشاركين أن يختاروا القضايا الأكثر إلحاحاً في البلد أو المنطقة التي يعيشون فيها، من بين 11 مشكلة بيئية، ويصنفوا مرتبة كل مشكلة من 1 إلى 3. وتشمل هذه المشاكل: تغير المناخ، التنوع البيولوجي، استخدامات الأراضي، التلوث، الموارد المائية، السكان، الغذاء، أنماط الحياة، تدابير مواجهة الاحترار العالمي، البيئة والاقتصاد، البيئة والمجتمع.
على غرار العام 2015، اختار أكبر عدد من المستطلعين «تغير المناخ» على أنه الحالة البيئية التي يساورهم أكبر قلق حيالها، بواقع 27 في المئة. وتلا ذلك «التنوع البيولوجي» بواقع 12 في المئة، و«التلوث» بواقع 11 في المئة.
وعند تصنيف الأوقات على «ساعة القيامة البيئية» وفق المشاكل في ترتيب تنازلي، سجل «التنوع البيولوجي» و«التلوث» الوقت الأكثر تقدماً، عند 9:37. وتخلف «السكان» عنهما قليلاً، عند 9:36.
وفي حين سجلت سبع فئات، هي «تغير المناخ» و«استخدامات الأراضي» و«البيئة والمجتمع» و«البيئة والاقتصاد» و«الموارد المائية» و«الاحترار العالمي» و«أنماط الحياة»، أوقاتاً بعد 9:17، بقي «الغذاء» ضمن نطاق الساعة 8، ما يشير إلى أدنى شعور بالأزمة حيال هذه القضية بين المستطلعين.
الاختيارات الإقليمية لأسباب القلق البيئية
عام 2015، اختار أكبر عدد من المستطلعين في الهند «الموارد المائية»، فيما اختار أولئك الذين في أوقيانيا (ما عدا أوستراليا) «التنوع البيولوجي». وفي 2016، اختارت كلتا المنطقتين «تغير المناخ» في معظم الأحيان، ما يشير إلى تحول في الوعي.
في المقابل، وعلى غرار العام 2015، اختار أكبر عدد من المستطلعين في الصين «التلوث». وكانت «استخدامات الأراضي» الخيار الأعلى في أميركا الجنوبية. أما في المنطقة العربية فكان في طليعة التحديات البيئية: الموارد المائية وتغير المناخ والتنوع البيولوجي واستخدامات الأراضي. واللافت تقدم تغيّر المناح في دائرة الاهتمام العربي كل سنة خلال السنوات الست الماضية.
النص الكامل للاجابات والنتائج: http://www.af.info.or.jp
(يُنشر بالاتفاق مع مجلة “البيئة والتنمية”)