آفاق بيئية : محمد التفراوتي
تعتبر الموانئ البحرية بوابة رئيسية على العالم الخارجي ومنفذ أساسي للتجارة الخارجية . كما يعد قطاع الموانئ بالمغرب القلب النابض للإقتصاد الوطني وصناعة النقل البحري وأداة هامة للتنمية والتنافسية بربوع المدن الساحلية المغربية ، وذلك أمام تحديات اجتماعية ومجتمعية وبيئية هامة. ويتطلب من الوكالة الوطنية للموانئ كمؤسسة وصية على القطاع إيلاء عناية هامة للموانئ بحكم مبرروجودها، ونطاق تدخلها.إذ تحدد الوكالة ضمن أولوياتها الاستراتيجية الأمن والسلامة وحماية البيئة داخل المجال المينائي.
لكن المشهد البيئي بميناء أكادير يدعو إلى كثير من التوجس للوضعية المقلقة التي تتفاقم يوما عن يوم ، حيث تنتعش النفايات الصلبة والسائلة والبقع الزيتية بالأحواض المينائية بشكل متزايد. ومؤكد أن مدينة أكادير فقدت اللواء الازرق نتيجة تلوث ميناءها.
مساحة ميناء أكادير تقدر نحو 200 هكتار . ويصل حجم جمع النفايات الصلبة سنويا إلى 5 آلاف متر مكعب و30 إلى 40 طن من زيوت المحركات. ورغم تفويض الوكالة تدبير تنظيفها إلى شركة خاصة ، إلا أن أداءها يبقى هزيلا ومتواضعا لا يوفي بالغرض حيث يقتصر على جمع النفايات الصلبة بمركبات متواضعة وضئيلة حيث تبقى الزيوت عائمة دون معالجتها ، إذ يمنع ولا يمكن المرور من ميناء الصيد إلى ميناء التجاري لجمع النفايات المنتشرة بين أرجائه.
وكمية هذه النفايات ضخمة ولا يستهان بها ، تشكل خطورة كبيرة على البيئة البحرية للمدينة وعلى شاطئ السباحة .لها أثار محتملة بشكل مباشر على الصحة وعلى السياحة…
وبحثا عن مكمن الخلل ولفهم إشكال تدبير البيئة بهذا المرفأ وبعد الاطلاع على الموقع الالكتروني للوكالة الوطنية للموانئ ،استبشرنا خيرا بالإعلان مجددا عن طلب العروض تدبير وتنظيف الأحواض الملوثة بالميناء لكن سرعان ما اندهشنا لهزالة المعدات الخاصة بالبند 25 من دفتر التحملات حيث تم تقزيم عدد الآليات ومعدات الاشتغال والتنظيف في مركبة واحدة عائمة من أجل نظافة المتلاشيات و البقع الهيدروكربونية وثلاثة مركبات عائمة لنظافة المتلاشيات فقط ، مع ذكر كلمة فقط .
مما يثير أكثر من سؤال عن معنى “فقط” والاقتصار على المتلاشيات وكأن النفايات السائلة غير ذي بال من قبل الجهات الوصية والمعنية . وعليه نسائل الوكالة عن دواعي تحديد هذا العدد الهزيل من المعدات، الغير الكافية، لترميم المشهد البيئي بالميناء عبر معدات ومركبات عائمة متطورة وحديثة، تكفل التنظيف الجيد .
ونلتمس إعادة تدقيق طلب العروض ومحاولة تطابق عدد المعدات والمركبات العائمة مع حجم النفايات وسعة المرفأ وكذا إيلاء معضلة التلوث بالميناء حجمها المستحق .
ولنا عودة للموضوع
رصد بيئي لحالة تلوث المياه الداخلية بميناء “أغادير”، والقصد من وراءه حث المسئولين عن حماية البيئة من التلوث داخل الميناء، وأجد من الصور الفوتوغرافية أن هناك تلوث يعود إلى سلوكيات التعامل مع البيئة، ومنها حركة المرور والشاحنات وأماكن التماس بين الأنشطة ومياه الميناء والروادع القانونية وفصل أماكن بيع السمك عن أماكن التفريغ وتوفير شبكة لصرف المياه القذرة وتكنولوجيات منع تسرب الوقود وغير ذلك. وفى حالة تغليب الرقابة والتغلب على هذه السلوكيات الخاطئة بفرض الغرامات البيئية، وتصميم برامج وخطة زمنية تدريجية للتطوير البيئي، ومن ثم اختيار أنسب الوسائل والحلول لحماية “ميناء أغادير” من التلوث متعدد المصادر؟