آفاق بيئية، : د. حمدي هاشم
المثقفون لا يختلفون حول حاجة الدولة إلى تطوير “إطار استراتيجي لسياسة مصر البيئية” بما يحقق العلاقات الأفقية والرأسية ويؤكد على نقاط التماس بين جميع المؤسسات والسياسات الحكومية، وذلك من خلال تفعيل الحوار الوطني والتنمية بالمشاركة، ومن أجل تطبيق معايير “العدالة البيئية” بين مختلف الأقاليم التنموية.
لهذا نعترف بوجود خلل هيكلي وفجوة بيئية بين تصميم السياسات وتنفيذها في “حالة سياسة مصر البيئية” الأمر الذي يؤكد ضرورة بحث هذه الحلقات المفقودة. وتشجيع قدرة البيئة في التوازن الذاتي وتقليل تناقصها التدريجي أمام مخرجات التدخل البشري والنشاط الاقتصادي، التي تعمل على تعطيل عملية الهضم البيئي لكافة أنواع الملوثات. حيث تشهد معظم الدول منذ منتصف القرن الماضي كافة مظاهر التلوث البيئي نتيجة طغيان الحضور البشرى واستغلاله الجائر للموارد البيئية وعدم صيانتها لتلبية الاحتياجات المعيشية وطموحاته العسكرية وأحلامه المستقبلية التي تخلو جميعها من “البعد البيئي”، ذلك الجين الرئيس المسئول عن توازن منظومة المعيشة في البيئة.
وأرى أن هذا الحيز الحيوي من الأرض رحم يحيط ببني جلدتها في علاقة عضوية شديدة الخصوصية ـ ذات أبعاد اقتصادية وسياسية ـ وعلى البشر ومختلف الشعوب محاولة الحفاظ على هذا الرحم من التغير قدر المستطاع لأن بتغيره ستتأثر كل الكائنات من سكان الكوكب.
لذلك ظهرت قضية البيئة وحمايتها من التلوث كواحدة من أهم قضايا العالم المعاصرة، وبدأ الاهتمام العالمي المكثف بمشكلاتها عام (1969)، فمنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه القضية تناقش باستمرار في المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة، وعقد عام (1972) المؤتمر الأول عن “البيئة والإنسان” وصدر الإعلان العالمي للبيئة موضحاً تأثر المجتمع الدولي بمختلف المشكلات البيئية، وأعقب ذلك الإعلان اعتراف كثير من الدول في دساتيرها بحق المواطن في بيئة ملائمة لائقة والتزام الدول بحماية هذه البيئة، بل امتد هذا الحق ليشمل الكائنات الحية الأخرى.
وعليه فإن إضافة مادة بالدستور حول حماية البيئة تأتي محققة لأهداف فتح آفاق نحو النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات ضمن العلاقات الوطيدة بين التوجه الاقتصادي للدولة، الذي يهدف إلي توسيع نطاق التنمية والحفاظ على التنمية والموارد الطبيعية، والتأكيد على التنمية المستدامة ووضع الأنشطة البيئية محل الاعتبار، فارتباط البيئة والتنمية الشاملة يمثل هذه العلاقة الوثيقة فهما وجهان لعملة واحدة. وهنا نؤكد على ضرورة إعادة تشكيل الجهة المختصة بذلك وبيان صلاحيتها ونطاق اختصاصها وتنظيم تشريعات حماية البيئة للمحافظة على عناصر البيئة وحماية الطبيعة ومنع التلوث وحماية المياه والهواء وحماية البيئة البحرية والسواحل والمحميات الطبيعية والتربة.
يأتي هدف توعية الجماهير بقضايا البيئة وذلك عن طريق إمداد الجمهور بالمعرفة والدافع للضغط على أصحاب القرار لاعتماد خطط تنمية متكاملة تأخذها في الاعتبار. وكذلك فتح جسور التعاون مع كافة المثقفين وكل أولئك الذين يسعون للمشاركة في الحركة البيئية في مصر، وأظن أن ذلك العمل هدف يصب في مجال “المجلس الأعلى للثقافة”، والتي أنتمي إلى “لجنة الجغرافيا” فيها، وكافة اللجان النوعية بالتنسيق والتعاون مع الخطة القومية للإعلام والوعي بالبيئة في مصر.
هنا نؤكد على ضرورة دعم مشروعات الأفلام السينمائية والوثائقية المعنية بالبيئة، ومختلف أعمال الفنون التشكيلية المؤثرة في تهذيب وجدان المجتمع، بهدف زيادة تفاعل الإنسان مع البيئة بصورة إيجابية، وذلك من واقع مسئولية كل فرد تجاه الكون، حيث تكمن خطورة التحديات البيئية التي تواجهها البشرية اليوم ومستقبلاً، في ظل ممارسات التدخل البشري والأنشطة الاقتصادية التي تخلق نوع من التحديات البيئية والمسئوليات بالغة الصعوبة، ووسط أرقام مذهلة لحجم وعدد الكوارث المناخية التي تعصف بكوكب الأرض بسبب تفاقم التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وللحفاظ على نوعية وجودة الحياة على الأرض يجب رعاية البيئة، واستطلاع ومواكبة كل ما هو جديد في مجالات التوعية والحفاظ على البيئة. وكذلك وضع أسس علمية وعملية راسخة للاستفادة البيئية من منتجات الفنون التشكيلية في الوطن العربي، وتطوير البحث العلمي بما يخدم التوعية المستديمة وإيجاد حلول غير تقليدية للحماية والحفاظ على البيئة.
ويؤكد الواقع المصري على ضرورة الاهتمام بالشباب، الذين يشكلون نصف المجتمع، والعمل على حمايته من خبائث البطالة والإدمان والتطرف الديني، وتسويق الانتشار السكاني خارج الوادي والدلتا في الصحراوات والسواحل المصرية ذات الإمكانات التنموية من أجل مستقبل بيئي آمن.
عار علي مصر ان يتباهي علماء البيئة بانجازتهم وخبراتهم وهذا هو حال البيئة في مصر شعب لا يعرف ثقافة الحياء
د.حمدي:
كالعادة مقالاتك رائعة.
في إعتقادي أن رفع المستوي الثقافي العام للمصريين هو الأسلوب الوحيد لرفع الوعي البيئي في مصر. فلا يجب أن نطلب من المصريين أن يرفعوا من أدائهم البيئي وهم يعانون من تدهور الوعي والرعاية الصحية ، أو المرورية ، أو الأمنية ، وغيرها مما نعاني منه جميعنا بشكل يومي إما بسبب سلوكيات الأفراد أو بسبب إنهيار الأداء الحكومي و الأمني . رفع الثقافة العامة والنهوض بمستوي الأداء الحكومي هو السبيل المضمون و البعيد المدي نحو الوصول الي الوعي البيئي المطلوب .
من و جه نظري انا اري ان قضية البية يجب ان تعالج عند الاجيال القادمة بو اسطة تعديل السلوك بيئي باستخدام برامج لغوية و عصبية اما الان و عقبال ما نكون هذا الجيل فنحن نحتاج الي قوانين صارمة و عقوبات رادعة
من ضوء خبرتي المتواضعة , اعتقد ان العاتق الاكبر لازال يقع على اكتاف المتخصصين وليس عامة الشعب
فمعظم الحلول التي قدمها المتخصصون حتى الان للمستهلكين غالبا لازالت بعيدة عن الحل الاقتصادي او الحل العملي
حديكم مثال الطاقة الشمسية , لازالت باهظة الثمن بالمقارنة مع الكهرباء التي ينتجها الوقود الحيوي …. طاقة الرياح باهظة الثمن ولن تكون الا في الاماكن المفتوحة ….. وقس على حلول اخرى كثيرة
مش حقدر اقول للمستهلك انت بتشتري الكهرباء بعشرة قروش , فتعالى اشتريها مني ب 15 قرش عشان الاحتباس الحراري والوقود والطاقة الحيوية والعمارة الخضراء ونظافة الهواء واندثار البترول ….. حيقولك اما يندثر يبقى يحلها ربنا …….
يجب على المتخصصين ان يوجهوا حلولهم اولا واخيرا الى البعد الاقتصادي والبعد العملي قبل ان يلوموا المستهلك وهذا هو مربط الفرس , فاذا قلت للمستهلك انت تشتري الكهرباء بعشرة قروش وانا ساوفرها لك ب 7 قروش فقط , سيشتري الارخص دون ان احتاج الى ان احدثه عن البيئة وعن المناخ والاحتباس الحراري ….. فكما قال زميلنا العزيز هذا كلام للمتخصصين والعلماء والدارسين …. انما رجل الشارع العادي فيجب ان تكون لغتنا معه هي اللغة التي سيفهمها …. من الاخر ركز على جيبه وبكام ….؟؟؟
تحية للعزيز الدكتور حمدي هاشم
يطالب السيد الأستاذ الدكتور حمدى هاشم – الخبير البييئى – كعادتة المحمودة الأهتمام بقضايا البيئة لما لها من أهمية عظمى تزداد يوما بعد يوما خصوصا فى بلد نامى مثل مصر – و يطالب استاذنا أن تكون هناك مادة فى الدستور المصرى تنص صراحة على حماية البيئة ككل مع إيجاد الضوابط اللازمة و الأليات لتفعيل تلك المادة – و اتفق مع سيادتة تماما و أؤكد أن قضية حماية البيئة لا بد ان تكون مادة حية فى قلب كل مصرى و ان يعى المصريون أن حماية المنظومة البيئة رهن لتقدم و أزدهار و تقدم مصر و بدون الحماية البيئية بمشتملاتها فلن يحرز المصريون التقدم و الرخاء المنشود و لا بد أن نعى ان ضريبة الأهمال البيئى ندفع ثمنها غاليا بيئيا و أقتصاديا و تنمويا على المدى القصير و البعيد و أن الأمم جميعها تدرك أهمية الحفاظ على المنظومة البيئية تحقيقا لجودة الحياة التى طالما حلمنا بها لنا و للأجيال القادمة بإذن الله تعالى
التعليم . اذا اهتممنا بالتعليم من مراحله الاولى سنكون قد وضعنا حلولا لكافه مشكلاتنا ومن ضمنها الاهتمام بالبيئه . ويمكننا وضع ثقافه الاهتمام بالبيئه كمعلومات اساسيه وتدرجه من التعليم قبل الاساسى وحتى الجامعه .
أتفق معك تماماً، أن التعليم الوسيلة الرئيسة والفاعلة في التكوين البيئي لدى الصغار والكبار، ولتحقيق ذلك لابد من الاعتماد على البرامج التعليمية المتخصصة في رفع الوعي بالبيئة خلال مراحل التعليم المختلفة وتعظيم دورهم في حماية البيئة من التلوث. أضيف إلى التعليم “الفنون التشكيلية” التي تهذب وتثقل الوجدان وتساعد في الإصحاح البيئي، وهناك من البرامج المقترحة لتنمية الوعي البيئي لدى الأطفال بتوظيف بعض الأنشطة الفنية والموسيقية. وتعلمون جيداً دور الموسيقي في تربية النشء بالمجتمعات الغربية، ولا سيما سيمفونيات مشاهير الموسيقيين في العالم، ومنها يتم تعلم فن الانصات وإخلاء الزمن الذهني.
عزيزي الدكتور هشام معضم المشكلة البيئة من الشباب العير متعلم بتجد الشباب تشعلون النار في الاطارت المستهلكة لمجرد المرح ولا يعلمون انها من المسرطنات
وغيرها من المواد الضارة
اذا لن يسمع الشباب لعالم جليل مثلك
ممكن ان يستمع الي لعب كرة
مغنية اوراقصة لكن العلماء امثالك لا يستمع لهم الا القليل
ثانيا يجب ان يكون هناك حملات من الشباب الصغير المهتم لتنظيف مصر
ويجب ان يكون هناك المصانع التي تدور مثل هذة النقايات الخطرة
ولك مني فائق الاحترام والتقدير
مستقبل مصر رهن بارتفاع قيمة الاستثمار القومي المضافة من بناء الشباب وحماية البيئة، حيث لا تراجع عن أهمية دور الشباب المؤهل أخلاقياً وسياسياً في توكيد الديمقراطية والنمو الاقتصادي والازدهار الحضاري. وكذلك تأهيل مختلف فئات السكان للديمقراطية بالتوازي مع محو كافة أشكال الأمية الأخرى، القراءة والكتابة والدين والثقافة والسياسة والبيئة. فلابد من منظومة متكاملة لرعاية الشباب، مع تدبير احتياجاتهم الأساسية وجذبهم من الإحباط النفسي المسيطر عليهم نتيجة انحراف سلوكيات المجتمع وتآكل القيم السوية وغياب القدوة المطلوبة على المستويين الاجتماعي والسياسي. وكذلك توفير فرص عمل حقيقية يتراجع معها معدل البطالة بينهم ونسبة العنوسة والعزوف عن الزواج. ومحاربة كافة أشكال الإدمان المدمرة لطاقة الشباب في العالمين الواقعي والافتراضي، ولاسيما أن ربع جملة هؤلاء الشباب على الأقل مصابون بتعاطي المخدرات وسوء استخدام الأدوية المؤثرة في الجهاز العصبي المركزي، والتي يقدر حجم تداولها السنوي بنحو 20 مليار جنيه. إذن الديمقراطية حرية والحرية عدالة والعدالة تنمية والتنمية لا تتحقق إلا بقدرة الشباب وطاقة البيئة.
وما المشكلة يا عزيزي ان نوصل رسالتنا عن طريق لاعبي الكرة والراقصة والمغنية (الي هما كلهم على راسي من فوق) ؟؟؟ لو نجح هؤلاء الاشخاص في الوصول الى الناس فلا يملكني ان اعيبهم , بل استغلهم كنقطة في صالحي
اعتقد ان جزء من مشكلتنا الثقافية هي في اسلوب تفكيرنا كمثقفين ايضا وليس فقط في اسلوب او مستوى تعليم الشباب ….. هناك حواجز لو قمنا بكسرها ستنطلق بنا الى الامام
تحياتي للجميع …..