مساعي لتمديد عمر الوقود الاحفوري خلال قمة المناخ بدبي
آفاق بيئية: د. أحمد زكى ابو كنيز*
فى القمة السنوية الثامنة و العشرين للاطراف المعنية باتفاقية الامم المتحدة للتغيرات المناخية (كوب 28) و المنعقدة بدبى و التى يأمل الجميع ان تأخذ قراراً بالتخلص التدريجى من الانعاثات الكربونية حتى يتم كبح جماح الاحترار العالمى منعاً للوصول الى نقطة اللاعودة لكن بالتأيد هناك مصالح متعارضة ادت الى ظهور معركة مبكرة وذلك من خلال دعوة “أوبك” أعضاءها إلى “الرفض الاستباقي” لأي نص أو صياغة قد تأتى في الاتفاق النهائي لمفاوضات قمة المناخ 28 تستهدف الوقود الأحفوري.
وهى مفاجأة من العيار الثقيل قد يكون لها اثاراً سلبية على على مقررات القمة التى تعقد فى بركة بترول العالم فمعروف ان السعودية من اشد الدول معارضة لهذا الامر, بالاضافة الى ان رئيس القمة هو احفورى عتيد يترأس شركة بترول ابو ظبى الوطنية… فكيف الحال؟
و لكن كيف بدأت المعركة الاحفورية على المؤتمر ؟ فقد دعا السيد/ هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول و المعروفة ب “أوبك” أعضاء منظمته وشركاءها، في رسالة قوية و ملحة إلى “الرفض الاستباقي” الحاسم لأي نص أو صياغة قد تؤدى الى ا تفاق نهائي لصياغة واضحة تستهدف الوقود الأحفوري بدلاً من انبعاثات الغازات الدفيئة، وهذه الرسالة كانت بداية كرة الثلج (النفط) التى تضخمت على النحو التالى:
قررت الولايات المتحدة الامريكية الانسحاب من التحالف الذي يهدف إلى الإلغاء التدريجي لإعانات دعم الوقود الأحفوري و من جانبها رفضت العراق ادراج مسألة التخلى التدريجى عن الوقود الاحفورى فى نصوص مقررات المؤتمر النهائية حيث صرح وزير البيئة العراقى ان التخفيض و التخلص التدريجين من الوقود الاحفورى مع الالغاء التدريجى لاعانات الوقود الاحفورى تتعارض مع مبادىْ اتفاق بارس 2015 ومعتبراً ان ذلك يدمر الاقتصاد العالمى و يزيد من عدم المساواة بين دول العالم. هذه كانت الامور المعلنة ام بقية دول ابوك فكانت على ذات الوتيرة وان لم تعلن ذلك صراحة فيظل ما وراء الاكمه وارءها.
و فى المقابل يسعى تحالف ثمانينى ينتمىالى كل قارات العالم و أهمها الدول الجزرية الى ضرورة التخلص التدريجى من الوقود الاحفورى بروافده الثلاثة الفحم و البترول و الغاز و لابد ان تتضمن مقررات المؤتمر صيغة واضحة للتخلص التدريجى منه و قد اثار موقف منظمة اوبك الصادم تعليقات عدة لشخصيات هامة ومؤثرة منها رئيسة ايرلندا السابقة ماري روبنسون، ووزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا ، ووزيرة انتقال الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشيه، ووزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد التى دعت الى تدشين تحالف قوى مساند للتخلص التدريجى من الوقود الاحفورى
اذن يبدو ان الامر لن يمر مرور الكرام فالدول المتضررة من الاثار السلبية للتغيرات المناخية متحفزة و فى المقابل دول الاقتصادات الاحفورية متمترسة و بين هذا وذاك البون يتسع فهل نرى ضوء فى نهاية النفق المظلم الثامن والعشرون الواقع فى الجزيرة الاماراتية.و لحلحلة المسألة دعا رئيس المؤتمر رؤساء الوفود الى (مجلس عرفى ) اى جلسة غير رسمية اطلق عليها جلسة صناع التغيير حيث سيتم التحدث بحرية بعيدا عن الجلسات الرسمية سعيا للوصول الى صيغة ترضى جميع الاطراف.
لكنى لست متفائلاً … و لننتظر ان ينفشع الغبار و نرى عما سيسفر المؤتمر بشأن الوقود الاحفورى ثلاثى الابعاد.
* د. أحمد زكى ابو كنيز : أستاذ بمركز البحوث الزراعية – مصر . و خبير التنمية المستدامه