يستعرض العدد الجديد من مجلة “البيئة والتنمية”، موضوعا بالغ الأهمية على مستوى الوطن العربي إذ خصص غلاف عدد سبتمبر الجاري النفايات “خطرة” والتي تصنف بناء على طبيعتها المتفجرة أو القابلة للاشتعال أو الأكالة أو السامة أو المعدية. فضلا عن تأثيراتها الصحية والبيئية في المنطقة العربية حيث ما زالت غالبية البلدان تفتقر إلى المعرفة التكنولوجية والوسائل المالية لمعالجة النفايات الخطرة.
ويتضمن “كتاب الطبيعة” تحقيقين مصورين عن غابات لبنان عبر العصور، ومنتجع أنغسانا في المالديف.
وفي “خاص” العدد متابعة لظواهر المناخ المتطرفة هذا الصيف، من موجات حر وفيضانات وحرائق اجتاحت بلداناً كثيرة مخلفة اضراراً بشرية ومادية جسيمة. ويعرض تقرير من العراق بلوى سكان بلاد الرافدين الذين يعيشون كابوس هواء موبوء ومياه ملوثة وتربة مسمومة نتيجة الحروب المتتالية. ويتعرف القارئ الى مشاريع بيئية نموذجية في بلدان عربية يمكن تعميمها في مناطق مشابهة، من تعقيم التربة شمسياً في الأردن لحمايتها من الآفات بدلاً من استخدام مواد تستنزف طبقة الأوزون، الى مشروع جامعة الكسليك في لبنان للحياد الكربوني والاستدامة، الى سبل تكيف سكان الريف المغربي مع تغير المناخ.
ومن المواضيع الأخرى: المنغروف في خطر، أوستراليا العطشى تشرب مياه البحر، لنصنع السلام مع كوكب الأرض، أي سياسة مناخية في العالم العربي؟ فضلاً عن الأبواب الثابتة: رسائل، البيئة في شهر، سوق البيئة، عالم العلوم، المكتبة الخضراء، المفكرة. وضمن العدد ملحق عن مشاريع ونشاطات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وآخر عن نشاطات المنتدى العربي للبيئة والتنمية.
ويتساءل نجيب صعب في افتتاحية العدد، في معرض مناقشته الاندفاع العربي لبناء مفاعلات نووية: “ماذا يعني شراء مفاعل نووي، والعالم العربي ما زال في أدنى مراتب البحث العلمي، وما زال كبار القوم يقصدون مستشفيات أوروبا وأميركا للعلاج حتى من أبسط الاصابات والأمراض. فهل يكون لبناء مفاعل نووي أولوية فوق بناء مصنع لانتاج فيلتر أجهزة تحلية مياه البحرمثلا؟ أو هل يكون أهم من تطوير الخدمات الطبية فلا يضطر المواطنون الى السفر لجراحة صغيرة مثل استئصال المرارة؟” ويتابع صعب: “أليس من الأجدى استثمار جميع الامكانات المتاحة للطاقة المتجددة، خاصة من الشمس والرياح، وهي متوافرة ونظيفة ومأمونة، قبل إنتاج الكهرباء النووية؟ من حق العرب تطوير التكنولوجيا وامتلاكها، شرط تحديد وجهة استعمالها وفق الحاجات الحقيقية وضمن احترام اعتبارات السلامة والأمان”.