الاعلام البيئي في سياق أزمة المناخ

محمد التفراوتي5 سبتمبر 2023آخر تحديث :
الاعلام البيئي في سياق أزمة المناخ

ندوة نظمتها الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”

ضمن سلسلة من الحلقات النقاشية استعدادا لقمة المناخ كوب 28

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

نظمت جمعية إنسان للبيئة والتنمية ببيروت بالتنسيق مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية ندوة افتراضية حول “الاعلام البيئي وقضايا التغير المناخي”، وذلك يوم الاثنين 4 سيتمبر 2023. بالتعاون مع شبكة عمل المناخ-العالم العربي, حزب الخضر اللبناني والتجمع اللبناني للبيئة.

وتندرج هذه الندوة، السابعة،  ضمن سلسلة من الحلقات النقاشية استعدادا” لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرون للاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ كوب 28, التي ستعقد في دبي من 30 نوفمبر  لغاية 12 ديسمبر  2023. 

وأفادت الأستاذة ماري تريز مرهج سيف رئيسة جمعية إنسان للبيئة والتنمية ومنسقة “الجندر”في الشبكة العربية للبيئة والتنمية .في سياق مداخلتها الافتتاحية أن  الإعلام يلعب دوراً محورياً في التعريف بقضايا التغير المناخي، وتعزيز مستويات الوعي لدى أفراد المجتمع، باعتباره حلقة الوصل ما بين المعلومات والدراسات والحقائق العلمية المرتبطة به من جهة، والمؤسسات والأفراد من جهة أخرى. كما يعد مفهوم «الإعلام البيئي» من المفاهيم التي طرأت خلال السنوات الماضية، خاصة مع تزايد الاهتمام العام بسبل مواجهة عوامل التغير المناخي، وتضاعف الجهود والمبادرات بشأنه، بالتزامن مع التوجهات العالمية نحو المحافظة على البيئة وإطلاق البرامج وعقد المؤتمرات التي تُعنى بشؤون الأرض.

ماري تريز مرهج سيف : التمثيل الإعلامي لعلوم المناخ زاد وأصبح اكثر دقة مع مرور الوقت

وفي ضوء الاهتمام الواسع لقطاع الإعلام ووسائله بالتوعية بالبيئية ضمن محتواه الإعلامي، يناقش «الكونغرس العالمي للإعلام بدورته الثانية، خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر المقبل، ضمن عدد من محاوره الرئيسة، قضايا تتعلق بالإعلام البيئي والاستدامة، وذلك بالتزامن مع استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف «COP28» الذي يعد فرصة فريدة للإعلام للعب دور أكثر فعالية في تسليط الضوء على التجارب العالمية والحلول المبتكرة لهذا التحدي العالمي. وأضافت أن وسائل الإعلام تقوم  بصياغة الخطاب العام حول تغير المناخ وكيفية الاستجابة له. حتى أن لجنة الخبراء الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة حذرت بوضوح من هذا الأمر لأول مرة في أحدث سلسلة من تقاريرها التاريخية. وهذا يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الشركات الإعلامية والصحفيين.
وقالت الاستاذة ميري أن التمثيل الإعلامي لعلوم المناخ زاد وأصبح اكثر دقة مع مرور الوقت، ولكن أدى أنتشار المعلومات المضللة علمياً من قبل الحركات المنظمة المضادة إلى تأجيج الاستقطاب، مما أدى إلى تداعيات سلبية على السياسة المناخية, كما يوضح خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ماي الشافعي: الإعلام البيئي يجب في قلب مراحل إعداد الخطط والاستراتيجيات

واكدت الاستاذة ماي الشافعي من الإذاعة مصرية خلال مداخلتها على على محورية الاعلام في نشر الوعي البيني، من حيث تمكنه من البث الواسع والانتشار وتنوع الوسائل من مقروءة ومسموعة ومرئية .مما يحدث تراكما معلوماتيا ومعرفيا ينمي الوعى ويحفز على تبنى المفاهيم والقضايا البيئية. ويقود نحو بناء أو تعديل الاتجاهات والسلوكيات في تلك القضايا ويصبح وسيلة للتعليم البيئي والتربية البيئية بما يكفل دورا متناميا واعيا للفرد والمجتمع من أجل حماية الحياة على كوكبنا ومجابهة التغيرات المناخية. مشيرة إلى تنامي المساحة المتاحة افي الاعلام العربي لقضايا البيئة شيئا فشينا، اتساقا مع الوضع البيئي العالمي وخاصة مع التطرف المناخي الذي يشهده العالم والحروب والصراعات وتدهور أوضاع الأمن الغذائي والطاقة. فضلا عن انعقاد العديد من المؤتمرات والفعاليات البينية الاقليمية والدولية في المنطقة العربية من قبيل قمة المناخ التي انعقدت العام الماضي في شرم الشيخ كوب 27. واستعداد الامارات لكوب 28 وبالطبع تتفاوت نوعية وكم هذه المساحة من مؤسسة إعلامية لأخرى.

وقالت الأستاذة ماي الشافعي أنه أحيانا يطغى الاهتمام بنقل الخبر على إدراك وإضافة بعض التفاصيل التي تساعد على فهمه فهما صحيحا من قبيل معنى الاقتصاد الأزرق موصية بإضافة شروحات كجملة واحدة في اخر الخبر عن معنى الاقتصاد الازرق ستحدث فرقا لدى المتلقي مشيرة إلى هيمنة الاهتمام بالتغطيات الخبرية على حساب الاشكال الاعلامية الأخرى. وافتقار إلى الكثير من المعالجات الاعلامية البينية لعمق التناول وشموليته مما يتطلب الكثير من المعالجات الاعلامية لتبسيط الجانب العلمي. كما يستوجب المعالجات الاعلامية البيئية لربط قضايا البيئة بحياة الفرد اليومية مع طرح البدائل المتاحة ثم ضرورة الاهتمام بقضايا صون الموارد الطبيعية وليس التلوث فقط.

ولكي يتوفق الاعلام فى دوره التوعوى البيئي، اقترحت المتحدثة نفسها عقد الشراكة التامة مع الإعلام وأن يكون الإعلام في قلب مراحل إعداد الخطط والاستراتيجيات. ووضع السياسات الخاصة بالبيئة والحد من مخاطر الكوارث والتغيرات المناخية والتنمية المستدامة. والتشبيك والتنسيق الكامل والمتواصل بين الإعلام والجهات المعنية قبل وبعد وأثناء وقوع الكوارث. ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى للتحرك الإعلامي. ثم التدريب الجيد وبناء القدرات وتبادل الخبرات على أن يشمل التدريب برامج نظرية وعملية و توفير التمويل اللازم .

باتريسيا صوما : الاعلام البيئي اداة مهمة وفعالة في مجال التوعية للافراد والمجتمعات

ومن جهتها تناولت الاستاذة باتريسيا صوما في سياق مداخلتها، “دور “الاعلام الاخضر” – الاعلام البيئي، في التوعية على ظاهرة التغير المناخي وقضايا التنمية البيئية. مذكرة بكون ظاهرة التغير المناخي الناجمة عن الاحتباس الحراري، باتت تشكل اليوم اكبر التحديات التي تواجه دول العالم بسبب تداعياتها وتأثيراتها على البيئة، لذلك يجب على وسائل الاعلام كافة والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي ان تضطلع بدورها التوعوي في عالمنا العربي وتكون اكثر فاعلية وتأثيرا في تحفيزالوعي لخطورة تغير المناخ وانعكاساته على حياة البشر والتنوع البيولوجي. كما أن الاعلام البيئي اداة مهمة وفعالة في مجال التوعية للافراد والمجتمعات. يعد مفهوم “الإعلام الأخضر” ظاهرة عالمية بدأت تعتمد كأساس توعوي على اهمية البيئة والحفاظ عليها في مختلف الدول، حيث يتمثل دور “الإعلام الأخضر” في تثقيف الرأي العام واطلاعه على اهمية القضايا البيئية، وتشجيع مشاركة المجتمع في التكيف مع تغير المناخ وحماية الاستدامة البيئية.

وأكدت الأستاذة باترسيا على أهمية التركيز في كل القمم المعنية بالتغير المناخي والظواهر البيئية المختلفة وفي كل الورش البيئية والمحاضرات المحلية والعربية والدولية، على دور وسائل الاعلام بمختلف اشكالها في التوعية على اهمية الاستدامة البيئية، وتحويل المناقشات والتوصيات إلى أفعال وتطبيقها بجدية، من خلال “نظام إعلامي أكثر خضرة”. وأبرزت * اهمية الإعلام في تعزيز الوعي البيئي من خلال خلق مساحة من الوعي عبر الاضاءة على السياسات البيئية وتعزيز الحفاظ على البيئة من خلال التثقيف العام.موضحة أنه “واليوم بدأنا نشهد نهضة على صعيد “الاعلام الاخضر” من خلال التوعية على قضايا التنمية البيئية، عبر مواكبة المؤتمرات البيئية وورش العمل الخاصة بقضايا المناخ والبيئة المتنوعة، وتسليط الضوء على الابحاث والدراسات التي تناقش القضايا البيئية وتضع حلولا وفق قواعد علمية، في ما يتعلق بالتغير المناخي والاحتباس الحراري وتلوث البحار والهواء”. وصياغة استراتيجيات وطنية اعلامية و ضرورة العمل على وضع استراتيجيات وطنية اعلامية في دولنا العربية لاشراك المواطن العربي بفاعلية في الحد والتكيف مع تغير المناخ وترشيد سلوكه، على نحو يحد من الممارسات السلبية التي تزيد من مضاعفة اضرار ظاهرة التغير المناخي. فالاعلام البيئي رسالة هدفها تنمية الوعي البيئي لدى الرأي العام من جهة، وصناع القرار من جهة ثانية. و لا تحضى ضاهرة التغير المناخي وتداعياتها  بالمساحة التي تستحقها في الخطاب الاعلامي العربي بالنظر الى خطورتها، ومقارنة مع التغطية المخصصة للاخبار السياسية والاقتصادية والامنية والرياضية والفنية.

ودعت الستادة باتريسيا إلى اعتماد اسلوب اعلامي مبسط يوضح تأثيرات تغير المناخ ويشرح المصطلحات العلمية بطريقة تكون بمتناول العامة من الناس. ووجوب التنويه بدور الجمعيات البيئية والشبكات العربية وسعيها الدؤوب للاضاءة على خطورة الظاهرة ، من خلال ورش العمل البيئية وحلقات النقاش الافتراضية والحضورية وحملات التوعية. و إطلاق منصة اعلامية عربية متخصصة تقدم كل ما يتعلق بظاهرة التغير المناخي في المنطقة العربية وتكون مصدرا رئيسيا للمعلومات ومرجعا للباحثين اسوة بالمنصات الدولية، ونشير هنا الى منصة “العمل المناخي” الصادرة ب 6 لغات ومنها العربية، ومنصة “شباب من اجل العمل المناخي” التي اطلقتها “اليونيسف” تحت شعار “رفع صوت الشباب لحماية مستقبل كوكبنا”، ذلك أن “الاعلام الاخضر” دور تثقيفي هام، اذ لا يمكن تعزيز الممارسات المستدامة وتشجيع العمل الإيجابي تجاه الحفاظ على البيئة من دون مواكبة فعالة من قبل مختلف الوسائل الاعلامية من مرئية ومسموعة ومكتوبة والكترونية ومنصات رقمية ومواقع تواصل اجتماعي.

محمد التفراوتي : يجب ان نزيد من شحنة اقلامنا بقيم أساسية مفعمة بإستدامة التنمية والتحرك نحو التحول البيئي العادل.

وتحدث الكاتب والاعلامي البيئي المغربي محمد التفراوتي خلال مداخلته حول محور “الإعلام البيئي وأزمة المناخ” عن دور الإعلام البيئي كأفضل وسيلة لنشر الوعي حول تغير المناخ. وأن المجتمع الواعي هو أفضل سلاح ضد تغير المناخ وهذا هو المكان الذي يلعب فيه الإعلاميون البيئيون دورا حاسما. يقومون بالإبلاغ ورفع الوعي بين الناس. وان في الديمقراطيات الحديثة تحتاج السلطة العامة إلى إجماع الرأي العام لإصدار سياساتها. والسياسات المتعلقة بالاستدامة ليست استثناء.
كمجتمع لا يمكن للسياسات البيئية أن تتقدم إلا إذا كان الناس على دراية بصحة الكوكب الذي نعيش فيه، والتنمية باستدامة، ومكافحة تغير المناخ.
وقال المتحدث نفسه، رئيس مركز آفاق بيئية للإعلام والتنمية المستدامة ورئيس تحرير مدونة “آفاق بيئية”
أن الإعلام البيئي يشمل إثارة النقاش حول القضايا المتعلقة بالمناخ والترويج بين الرأي العام.وتشجيع الموافقة على السياسات العامة البيئية وتطويرها،
فضلا عن التوعية والتحسيس وإيقاظ الهمم في المجتمع. مشيرا إلى أن هناك إشكالية التعامل مع تغيير المناخ. إذ لا يزال لا يتم تعامل معه بشكل عام على أنه قضية منهجية، من قبل وسائل الإعلام. على عكس الإقتصاد الذي يمتد عبر العديد من الإيقاعات الإخبارية حيث يتم التعامل مع تغير المناخ كموضوع منفصل بدلا من موضوع يشمل ويتقاطع مع جميع الموضوعات .

ملاحضة : مداخلة محمد التفراوتي، الإعلام البيئي وأزمة المناخ،  وفق الرابط التالي : https://marocenv.com/19048.html/2023 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!