البحث الزراعي في خدمة المغرب الأخضر

محمد التفراوتي1 يناير 2006آخر تحديث :
البحث الزراعي في خدمة المغرب الأخضر

المعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير في يوم مفتوح

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

الزراعة خارج التربة ، إدارة الخصوبة في الزراعة العضوية ، استقصاءات البعد الوراثي المتنوع لنبات بالصبار و نتائج التكنولوجيات والبحوث المرتبطة بمخطط المغرب الأخضر، محاور شكلت أبرز أبحاث المعهد الوطني للبحث الزراعي باكادير خلال يومه المفتوح   تحت شعار”البحث الزراعي في خدمة المغرب الأخضر”.

حدد رئيس المعهد السيد عبد الرحمن آيت الحاج مساعي وآفاق أبحاث المعهد تبعا لحاجيات الجهة و المستجيبة للمتطلبات المتزايدة للقطاع  والمتناغمة مع مخطط المغرب الأخضر وفق مقاربة تشاركية مع الاطراف الفاعلة بالمجال.

و قدم السيد هموش الحسين لمحة موجزة عن ميدان التجارب و الظروف المناخية التي ميزت السنة الجارية  وعلاقة محطة التجارب بأفاق الأبحاث المقدمة من قبل باحثي المعهد على المستوى التطبيقي والإرشادات التوجيهية الموجهة لفلاحي الجهة. 

وأكد  الباحث احمد وفاية بوجوب التدبير العقلاني للمياه داخل الصوبات (البيوت المغطاة) مع الإدارة المناخية وإدارة الري عن طريق سعة المسابر وبعض القياسات النباتية ومجال تطوير التقنيات لرصد استخدام الري التكميلي بطريقة الإشعاع الاجمالي وتقنيات وأجهزة استشعار وقياس وفحص التربة والمياه والنبات. وذلك بغية  دمج مراقبة المناخ في الصوبات الزراعية باعتبارها عاملا رئيسيا في إدارة الري للمحاصيل عن طريق رصد  التغيرات المناخية داخل الصوبات وبواسطة بارامترات  للكشف عن تأثير هذه الثوابت و السيطرة على الري وأمراض النبات والمحاصيل والإنتاج وجودة الخضروات .

ومن جهتها أوضحت الباحثة زكية  بوزوبع جانب البحث عن تأثير المضاد للنيماتودا في  بعض النباتات الزراعية على صنفين اثنين من أصناف الطماطم داخل الصوبات وسبل تحسين كفاءة استخدام المياه من طرف النباتات .

واستعرض الباحثان ميموني عبد العزيز و صدقي محمد  نتائج وتطورات البحوث في مجال الزراعة خارج التربة وكذا وضعية التجربة و سياقها التاريخي بالمغرب .

وأفاد الباحث محمد صدقي أن المحاصيل المنتجة بهذه التقنية عرفها المغرب منذ التسعينات بمساحة لا تتعدى حوالي 120 هكتار حيث شهدت هذه المساحة ارتفاعات وانخفاضات بسبب صعوبة التدبير التقني و خاصة اختيار المواد ومراقبة التخصيب. وأشار أيضا إلى أن المعهد الوطني للبحث الزراعي قد طور في الآونة الأخيرة في أكادير مواد محلية  من الحصى والرمل. واستخدمت هذه المواد أي مزيج الرمل والحصى  لزيادة الغلة وتحسين نوعية الطماطم والبطيخ والفاصوليا الخضراء داخل الصوبات. كما سجلت بعض النتائج المثيرة للاهتمام من حيث الاقتصاد في المياه والأسمدة حيث يبلغ متوسط  نحو 20 ٪ مقارنة مع الزراعة في الأرض,

كما هو الشـأن  للتقديرات الاقتصادية الحالية في أسعار المواد المستوردة حيث تبلغ تكلفة “ألياف جوز الهند” في المتوسط بين 6 و 8 مرات أكثر كلفة من المواد المحلية ، ويبلغ متوسط عمره حوالي 2.5 سنوات.  في حين  فإن المواد المحلية يمكن أن يصل عمرها إلى 10 سنوات,

و شكلت أمراض التربة والديدان الخيطية(النيماتود)  في العقد الأخير مشاكل خطيرة بالنسبة للمزارع. لذلك  لا يزال استخدام المبيدات  بما فيها بروميد الميثيل الخيار الأول  من قبل المنتجين لمكافحة هذه الأمراض. ومع ذلك، فإن هذا المنتج سيكون محظورا في عام 2015، مما يستوجب على المنتجين والمزارعين البحث عن بدائل أخرى مثل الزراعة خارج التربة والتي أظهرت فعالية كبيرة في البحوث و الإنتاجية الزراعية.

وقدم الباحث ميموني عبر العزيز آخر المستجدات  في نتائج  الأبحاث المنجزو بالمعهد الجهوي للبحث الزراعي  بأكادير مند عام 1990. مبرزا النتائج التي حققها بعد استخدام المواد المحلية وعلى أهمية الخصائص الفيزيائية الكيميائية الأولية في اختيار هذه المواد.

ذالك أن المواد المحلية ، يضيف ميموني ،مثل الرمل والحصى المختلطة (التي تحتوي على 50 ٪ على الأقل من الحصى) يعطي غلة عالية من نحو 240 طن / هكتار مع أفضل جودة تجارية. كما أن  الخليط من الرمل والحصى مناسبة جدا للزراعة خارج التربة بالنسبة للبطيخ والفاصوليا الخضراء ويظهر له أثر إيجابي على توفير المياه والأسمدة، والتبكير في الإنتاج. إذ  يظهر البحث أن هذه المواد خالية من الأمراض التربة خاصة الديدان الخيطية.

وتناول الباحث خالد عازم بالشرح والتحليل محور إدارة الخصوبة في الزراعة العضوية واختبار تأثير عصير السماد على الإنتاجية للكوسة الخضراء(القرع). مشيرا الى  ان هذا النمط الإنتاجي وسيلة كفئة للحفاظ وحماية البيئة. وأوضح للمشاركين  مدى تاثير  هذه طريقة ، أي إعطاء السماد الطبيعي للنباتات (السماد و العصير السماد) ، على خصوبة التربة عن طريق تحسين العائد في المواد العضوية للتربة و الإنتاجية و جودة الكوسة الخضراء في حالة إعطاء السماد قبل الزرع و الذي يؤثر بشكل إيجابي على التبكير و عيارات التصدير و الإنتاجية. مؤكدا كون تقنية عصير السماد و التسميد العضوي تتكيف وفقا لأسلوب الإنتاج الحديث للخضروات و هي واعدة إذا ما حسنت خصوبة التربة مستنتجا امكانية التسميد العضوي  بتقنيات ذات فعالية عالية في السنوات المقبلة .

 إن أبحاث الإنتاج العضوي في المعهد الوطني للبحث الزراعي، يخلص الباحث عازم ، ليست فقط لتلبية متطلبات الجودة للمستهلكين الأوروبيين، ولكن أيضا للمستهلك المغربي الذي لا يستفيد حتى الآن من هذا النوع من الانتاج.

وفي نفس السياق تناول الباحث محمد بوجغاغ النتائج المتعلقة بالصبار وافاد  أن فضلا عن كونه  نبتة استهلاكية فله  منافع اقتصادية واجتماعية وبيئية مما يستوجب بذل جهود حثيثة من حيث البحث العلمي لتنمية  وتطوير هذا المورد الطبيعي المهم مستعرضا مختلف  المجموعات من أنواع الصبار  وذلك من أجل إقامة مجموعة وراثية متنوعة بعد استقصاءات أجريت في مناطق مختلفة بين عامي 1999 و 2007.

وأبرز الباحث بوجغاغ  ما يناهز 214 عملية زرع لأنواع إيكولوجية تم جمعها و وضعها في مركزين للتجارب (الميدان التجريبي في ملك الزهر الميدان التجريبي بفم الواد بالعيون). وعرض أهم نتائج البحث على التهجين على مدى السنوات الأربع الماضية.

 و أوضح أيضا أنه تم جمع البذور المهجنة في صيف 2005 وصيف عام 2006 على ثمرات ناضجة زرعت للإنبات واستنبطت منها أكثر من 300 شتلة في المشتل، وتم زرعها في ميدان التجربة.

و في نفس السياق أوضح الباحث عبد الرحمن آيت الحاج أن المعهد الوطني للبحث الزراعي بأغادير قد وضع “برنامج البحث والتنمية خاص بالصبار” مع إحداث ميدان تجريبي لإجراء البحوث وتطوير التقنيات المتطورة  (طريقة الزراعة والري والتسميد المعدني و التسميد العضوي…). و يهدف هذا البرنامج بصفة خاصة لتطوير وتعزيز هذه الثقافة من خلال بستان نموذجي يعمل كأساس لنقل هده التكنولوجيا للمزارعين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!